انتقلت مدريد إلى السرعة القصوى في إزالة "الأسلاك الشائكة" من معبر "تاراخال" بثغر سبتة، بعدما شرعت في تثبيت العينة الأولى من السياج الحدودي "الذكي" الممتد على ارتفاع عشرة أمتار. ووفقاً لوسائل إعلام "إيبيرية" فقد انتهت السلطات المحلية في مدينة سبتة من سحب الأسلاك المجهزة بشفرات حادة على طول الشريط الحدودي المحيط بالثغر، في إطار مشروع "الحدود الذكية" المعلن منذ أشهر. وأوردت المنشورات الإعلامية الإسبانية أن حكومة سبتة استبدلت الأسلاك ذات الشفرات الحادة بأسطوانات معدنية في المناطق الأكثر عرضة للقفز على السياج الحدودي من قبل المهاجرين غير النظاميين. لذلك، وضعت السلطات الأمنية أسطوانتين معدنيتين، يصل عرض كل واحدة منهما إلى مترين ونصف في منطقة "فينكا بيروكال"، التي تتسلّل لها مجموعات المهاجرين السريين، مثلما وقع سنة 2018، عندما تمكن 602 من المهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء من اقتحام السياج الفاصل. وأشرفت شركة "ISDEFE"، التابعة لوزارة الدفاع الإسبانية، على إجراء دراسة تفصيلية عن وضعية المنشئات الحدودية، قصد استبدال السياجات "الدموية" بأخرى "آمنة"، من خلال إيجاد بدائل تقنية ناجحة. وحسمت السلطات الإسبانية في اسم الشركة التي ستُشرف على مشروع الحدود الذي كلّف ميزانية الدولة قرابة 33 مليون أورو؛ إذ وقع الاختيار على شركة "Gunnebo Iberia"؛ وهي شركة إسبانية برتغالية فرعية تابعة للشركة الأم "Gunnebo" الرائدة عالميا في مجال الخدمات والحلول الأمنية الإلكترونية. ومن شأن اعتماد أحدث التقنيات الرقمية في المعابر الحدودية رصد تحركات من يدخل ويغادر هذه النقاط الحدودية؛ ومن ثمة مواجهة أعداد المهاجرين المرتفعة، لاسيما القاصرون منهم، بحيث ستتمكن الشركات المسؤولة عن الأوضاع الأمنية في المنطقة من معرفة الأشخاص الفارّين. هكذا، سيتم وضع تلك الأسماء ضمن قوائم سوداء مخزّنة ستكون في متناول عناصر الأمن. وسيتمكّن النظام الإلكتروني الرقمي من استيعاب قرابة 40 ألف مسح للوجوه في مدينة سبتة، ونحو 85 ألف مسح للوجوه في ثغر مليلية. ويهدف مشروع الحدود الذكية إلى استبدال الأسلاك المجهزة بشفرات حادة، وضعت خلال حكومة القيادي الاشتراكي خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو عام 2005، بوسائل حديثة تتماشى مع التوجه الأمني الإسباني الجديد؛ وهو ما من شأنه أن ينعكس إيجابا على عمل عناصر الأمن بمختلف المعابر.