اطلقت السلطات الإسبانية في المدينتنين المحتلتين سبتة ومليلية، منذ شهر دجنبر المنصرم، مشروعا اسمته "الحدود الذكية"، يكون الهدف الأساسي منه، هو منع المهاجرين السريين من اختراق السياج الحدودي، وفي نفس الوقت لا يعرض حياة المخترقين للخطر. وتُواصل إسبانيا استكمال أشغال مشروع "الحدود الذكية" ، وذلك بإزالة الأسلاك الشائكة المجهزة بشفرات حادة التي وضعت خلال حكومة القيادي الاشتراكي خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو عام 2005، واستبدالها بتقنيات حديثة، على طول السياج الحدودي، حيث سيتم إزالة كل التجهيزات التالفة أو القديمة، في أفق عصرنة الإجراءات الإدارية والأجهزة اللوجستيكية داخل منطقة المعابر الحدودية بتاراخال وبني نصار. وتبلغ التكلفة المالية للمشروع قرابة 33 مليون أورو، حيث أسند إلى شركة "Gunnebo Iberia"، وهي الشركة الفرعية الإسبانية والبرتغالية التابعة للشركة "الأم" (Gunnebo)، الرائدة عالميا في مجال الخدمات الأمنية والحلول الأمنية الإلكترونية، بتعاون مع شركة "Thales Spain". وسيمكن نظام المراقبة الإلكترونية، من اجراء قرابة 40 ألف مسح للوجوه في مدينة سبتةالمحتلة، بينما سيؤدي هذا النظام الرقمي الذكي إلى استيعاب نحو 85 ألف مسح للوجوه في ثغر مليلية السليبة، حيث سيسمح بفحص الأشخاص العابرين للحدود، سواء كانوا داخل السيارات أو الحافلات أو الشاحنات وكذلك بالنسبة إلى راكبي الدراجات الهوائية أو النارية. وجاء الإعلان عن مشروع الحدود الذكية، بالتزامن مع الزيارة التي قام بها فرناندو غراندي مارلاسكا، وزير الداخلية الإسباني، إلى المملكة المغربية يوم الخميس، 6 فبراير الماضي، والذي تدارس مع نظيره المغربي، عبد الوافي لفتيت، سبُل تدعيم التعاون الأمني بين المملكتين، وناقش اللقاء أيضا أزمة الهجرة على مستوى المعبرين الحدوديين، حيث أشاد وزير الداخلية الإسباني ب"التعاون الوثيق" للمملكة المغربية بشأن تشديد المراقبة على الشريط الحدودي المحيط بالثغرين، على خلفية شروع مدريد في إزالة "الأسلاك الشائكة" منذ نهاية السنة الماضية.