تُواصل إسبانيا استكمال أشغال مشروع "الحدود الذكية" الكائن على مستوى معبري "بني أنصار" و"تاراخال"؛ فبعد قيام الحكومة المحلية في ثغر مليلية المحتلة بسحب "الأسلاك الشائكة" الموجودة في السياج الحدودي الثالث الذي يفصلها عن المغرب، شرعت حكومة سبتةالمحتلة بدورها في أجرأة عملية سحب الأسلاك المجهزة بشفرات حادة على طول الشريط الحدودي المحيط بالمدينة. وأوردت وسائل إعلام "المملكة الإيبيرية" أن وزارة الداخلية قرّرت بدء أشغال الإصلاح على صعيد المعبر الحدودي "تاراخال" في غضون الأسبوع المقبل؛ وهي العملية الأولى التي تستهدف تأمين الحدود منذ 15 سنة، حيث سيتم إزالة كل التجهيزات التالفة أو القديمة، في أفق عصرنة الإجراءات الإدارية والأجهزة اللوجستيكية داخل المنطقة الحدودية. ويأتي الإعلان عن المشروع سالف الذكر بالتزامن مع الزيارة التي قام بها فرناندو غراندي مارلاسكا، وزير الداخلية الإسباني، إلى المملكة المغربية، الخميس، إذ تدارس مع نظيره المغربي، عبد الوافي لفتيت، سبُل تدعيم التعاون الأمني بين المملكتين، وناقش اللقاء أيضا أزمة الهجرة على مستوى المعبرين الحدوديين. وعلاقة بمعضلة الهجرة غير النظامية المطروحة على مستوى معبري "بني أنصار" بثغر مليلية و"تاراخال" بمدينة سبتة، أشاد وزير الداخلية الإسباني ب"التعاون الوثيق" للمملكة المغربية بشأن يخص تشديد المراقبة على الشريط الحدودي المحيط بالثغرين، على خلفية شروع مدريد في إزالة "الأسلاك الشائكة" منذ دجنبر الماضي. مشروع "الحدود الذكية" تبلغ تكلفته المالية قرابة 33 مليون أورو، حيث أسند إلى شركة "Gunnebo Iberia"، وهي الشركة الفرعية الإسبانية والبرتغالية التابعة للشركة "الأم" (Gunnebo)، الرائدة عالميا في مجال الخدمات الأمنية والحلول الأمنية الإلكترونية، بتعاون مع شركة "Thales Spain". وسوف يتمكن النظام الإلكتروني الرقمي من استيعاب قرابة 40 ألف مسح للوجوه في مدينة سبتة الإسبانية، بينما سيؤدي هذا النظام الرقمي الذكي إلى استيعاب نحو 85 ألف مسح للوجوه في ثغر مليلية، حيث سيسمح النظام الرقمي بفحص الأشخاص العابرين للحدود، سواء كانوا داخل السيارات أو الحافلات أو الشاحنات وكذلك بالنسبة إلى راكبي الدراجات الهوائية أو النارية. ويهدف مشروع الحدود الذكية إلى استبدال الأسلاك المجهزة بشفرات حادة وضعت خلال حكومة القيادي الاشتراكي خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو عام 2005، حيث تسعى مدريد إلى اعتماد وسائل حديثة تتماشى مع التوجه الأمني الإسباني الجديد؛ وهو ما من شأنه أن ينعكس على عمل عناصر الأمن بمختلف المعابر.