رغم كونها غير معنية بقرار الحكومة تشديد المراقبة على طنجة أصيلا، مازالت أغلب مدن الشمال تعيش على وقع مخاوف كبيرة من انتقال الفيروس، تنعكس أساسا على تنقلات المواطنين صوب وجهات عديدة، عبر مختلف وسائل النقل. ويعيش المسافرون نحو حواضر شمال المملكة صعوبة في دخول العديد من المدن، تتقدمها مارتيل والفنيدق، خصوصا أن مدخلها المعروف يمر عبر مدينة تطوان، التي يرفض ولوجها دون التوفر على شهادة استثنائية. وذكرت شهادات لسكان من مدن شمالية أن الدخول عبر تطوان صوب العديد من الحواضر تشوبه صعوبات كثيرة، فالسلطات لا تتفهم أن الدخول سيجعل المدينة محطة عبور فقط صوب باقي المدن، وليس على الإطلاق من أجل الاستقرار. ويضطر العديد من الراغبين في زيارة مارتيل والمضيق إلى سلك طريق السطيحات واد لاو، وفق ما أورده متواصلون مع جريدة هسبريس، مطالبين بالفصل بين تطوان وأصيلة وطنجة وباقي المدن الأخرى التي لا يسري عليها قرار التوفر على رخصة. وتشدد السلطات المراقبة، حسب الشهادات ذاتها، على الخروج انطلاقا من مدينة القنيطرة، وإن كانت الوجهة المقصودة ليست المدن المعنية بالقرارات الجديدة، مثل العرائش، حيث تشك السلطات في المدينة المقصودة، وتعتمد على الوثيقة والبطاقة الوطنية وترقيم السيارة أحيانا. ولا يبدو أن عملية المرور ستكون أسهل في الأيام القليلة المقبلة، بعد مصادقة مجلس الحكومة، بالرباط، برئاسة سعد الدين العثماني، على تمديد مفعول "حالة الطوارئ الصحية" التي تنتهي يوم 10 غشت المقبل إلى غاية 10 شتنبر المقبل، أي لمدة شهر إضافي. وقدم وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، أمام أنظار المجلس الحكومي، مشروع مرسوم رقم 2.20.526 بتمديد مدة سريان مفعول حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب الوطني لمواجهة فيروس كورونا "كوفيد 19". ويأتي تمديد حالة الطوارئ الصحية، كما كان متوقعاً، في وقت تمر الوضعية الوبائية بتطورات مقلقة على مستوى عدد الوفيات والحالات الحرجة والخطيرة، إضافة إلى ارتفاع عدد الإصابات اليومية بشكل غير مسبوق في الأيام الأخيرة الماضية.