أعلنت مؤسسة الشارقة للفنون أسماء الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة، التي تمنحها منصة الشارقة للأفلام. وتوجت بالمنحة، وفق بلاغ للمؤسسة، توصلت به جريدة هسبريس الإلكترونية، كل من نادرة عمراني من المملكة المتحدة، وبيلين تان وأنطون فيدوكلي من ألمانيا وروسيا، وسهى شقير من المملكة العربية السعودية، حيث سيحصلون على ما مجموعه 30 ألف دولار لإنتاج أفلامهم القصيرة، التي ستعرض خلال الدورة المقبلة من منصة الشارقة للأفلام في نونبر 2020. وقالت الشيخة حور القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للفنون: "صمّمنا المنصة لدعم صنّاع الأفلام من جميع أنحاء المنطقة والعالم، بهدف استكشاف أفكار جديدة وطموحة، ولتأتي هذه المنحة تجسيداً لتطلعات المنصة في لعب دور مؤثر في هذا السياق". وأضافت القاسمي: "حظيت الدعوة المفتوحة لهذه الدورة باستجابة كبيرة، تخطت مشاركات الدورتين السابقتين. وكلنا تطلع إلى أن يقدّم الفائزون بالمنحة أفلاماً مميزة تحفز التفكير النقدي، وتقدّم فضاء سينمائياً وجمالياً لجمهور المؤسسة". وتصور الأفلام الفائزة بالمنحة، التي تم اختيارها من بين أكثر من 500 مشاركة من 65 دولة، شخصيات نسائية شجاعة تتصدى للتحديات الاجتماعية والسياسية والفلسفية المعاصرة. وتعالج نادرة عمراني في فيلمها "حجة" المقتبس عن قصة حقيقية، يقول البلاغ، المخاوف المتعلقة بالحدود والهوية، وتغلب بطلته على صراعاتها. فيما يتناول فيلم سهى شقير "في زمن الثورة" صراعات العصر الحديث والفساد وفق رؤيتها الأنثوية. أما بيلين تان وأنطون فيدوكلي فيعيدان في فيلمهما "التي رأت كل شيء" تخيل البطل الأسطوري جلجامش كشخصية نسائية. ويتناول الفيلم الذي تدور أحداثه وسط المجتمع الكردي في تركيا الخلود والحضارة والزراعة، بالإضافة إلى مستقبل البشرية. وأكدت المؤسسة أن هذه المنحة تأتي في إطار المبادرة السنوية التي أطلقتها المؤسسة ضمن منصة الشارقة للأفلام لدعم صنّاع الأفلام المكرسين والناشئين، وإثراء الصناعة السينمائية وإنتاج الأفلام في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة. وتتألف المنصة من ثلاثة مكونات رئيسة هي: منحة إنتاج للأفلام القصيرة، وجائزة وعروض أفلام مقيّمة، وبرنامج لورش العمل والجلسات النقاشية التي يقدمها متخصصون حول المهارات العملية لصنع الأفلام، مثل كتابة السيناريو والتصوير السينمائي والمونتاج، إضافة إلى موضوعات متعلقة بنظرية الفيلم والمدارس النقدية السينمائية، والتحديات التي يواجهها سوق الفيلم في المنطقة. وبخصوص الفائزين بالمنحة، يورد البلاغ أن أعمال الفنانة نادرة عمراني، التي تشمل الفوتوغراف والمسرح والسينما، تعكس اهتمامها بازدواجية الهوية؛ كما تشكّل الشخصيات المركّبة مصدر إلهامها، ويستهويها إخراج القصص الكوميدية وأحياناً السريالية، خاصةً تلك المتعلقة بالنساء والإثنيات المختلفة. كجزء من عملها مع شركة الإنتاج البريطانية "بلينك" في سوهو، أخرجت عمراني العديد من الحملات التجارية، ومقاطع الفيديو الموسيقية والأفلام، لغاليريات مثل متحف فيكتوريا وألبرت وتيت بريطانيا. وأخرجت عمراني أول حملة للعلامة التجارية "نايك"، تضمنت رياضيين مسلمين بريطانيين من الجنسين، وهي تخرج بانتظام مقاطع فيديو موسيقية للفنانين في شركة "سوني" وغيرها من شركات التسجيل؛ وجاء أول فيلم سينمائي قصير لها بعنوان "فلاي" سنة 2018، مع مغنية الراب البريطانية "فلوهيو"، وعرض للمرة الأولى في المهرجان السينمائي لمعهد الفيلم البريطاني (2018) بالتعاون مع وكالة "فيلم لندن". وبرمجت عمراني عروض أفلام لمتحف تيت مودرن، ومتحف فيكتوريا وألبرت، ومعهد الفنون المعاصرة في لندن؛ وعام 2019، أخرجت مسرحية "رمال مختلفة" مع شركة مسرح ليمون هاوس، وعُرضت في مسرح بنكر في لندن، وعام 2016، أسست "بيبل أوف كالر" وهي مجموعة مكونة من مخرجين ملونين، لتعزيز التنوع في صناعة السينما. عمراني حاصلة على درجة البكالوريوس في الدراسات المعمارية من كلية بارتليت للهندسة المعمارية، كلية لندن الجامعية (2014)؛ ولدت عام 1993 في مانشستر، وتقيم وتعمل حالياً بالقرب من لندن في مارجيت. أما سهى شقير فقد أعطت تجربتها في المونتاج فهماً عميقاً لديها لقوة التصوير السينمائي والمونتاج، في سرد القصص، وخلق لغة بصرية فريدة. تعاين شقير في تجربتها الإخراجية جودة الصورة وأساليب التلاعب المحتملة لخدمة حبكة وأجواء القصة؛ كما أنها تستفيد من قوة التصوير السينمائي والإضاءة لالتقاط لحظات فريدة يمكنها أن تخلق رحلة بصرية ديناميكية ومثيرة للمشاهد. يكمن شغف شقير في الإخراج، بالتوازي مع عملها مخرجة مستقلة للإعلانات التلفزيونية، ومقاطع الفيديو الموسيقية، و"مونتيرة" أفلام مستقلة، تعاونت فيها مع فنانين معروفين في عدد من المشاريع في لبنان ودول عربية أخرى؛ عام 2017 شاركت في تأسيس «كاتينغ بورد فيلمز»، وهي دار متعددة الخدمات لمرحلة ما بعد الإنتاج. شقير حاصلة على درجة البكالوريوس في فنون الاتصال، مع التركيز على الراديو والتلفزيون والسينما، من الجامعة الأمريكية، بيروت (2011)، ولدت عام 1989 في بلجرشي، المملكة العربية السعودية، وتقيم وتعمل حالياً في بيروت. أما أنطون فيدوكلي فيستكشف في أبحاثه ومنشوراته وأفلامه ومشاريعه التعليمية، التي تكون غالباً بالتعاون مع بلين تان، روايات تأملية في المستقبل والحاضر والماضي. تعاون أنطون فيدوكلي مع بلين تان في مشاريع البحث والنشر والأفلام والتعليم منذ عام 2004، ويرى مع تان أن الفيلم منصة استكشافية تنقل المفاهيم والأفكار من خلال روايات تأملية في المستقبل والحاضر والماضي. فيدوكلي هو مؤسس منصة النشر "إي-فلوكس"، درس الفنون الجميلة في كلية الفنون البصرية في نيويورك، وأكمل دراساته العليا في كلية هنتر في المدينة ذاتها.. ولد عام 1965 في موسكو، ويقيم ويعمل بين نيويورك وبرلين. وعُرضت أعمال فيدوكلي في عدد من المهرجانات والمتاحف، منها "فورم إيكسباندد"، مهرجان برلين السينمائي (2016،2020)؛ مركز لاتفيا للفن المعاصر، ريجا (2019)؛ مركز لينكولن، نيويورك (2019)؛ المتحف الوطني للفن المعاصر والحديث في سيول (2019)؛ متحف بلافر للفنون، هيوستن، الولاياتالمتحدة (2018)؛ تينستا كونستهول، استوكهولم (2018)؛ متحف ستيديليك، أمستردام (2016-2018)؛ جمعية بيرغن، النرويج (2013-2018)؛ بينالي الشارقة 13 (2017)؛ مركز بومبيدو، باريس (2017)؛ تيت مودرن، لندن (2017)؛ هاوس دير كولتيرن دير ويلت، برلين (2013، 2017)؛ بينالي غوانغجو (2012 ، 2016)؛ بينالي البندقية 56 (2015)؛ بينالي إسطنبول (2015)؛ متحف كاراج للفن المعاصر، موسكو (2015)؛ بينالي شنغهاي (2010، 2012، 2014)؛ ودوكيومينتا (13) (2012).. وحصل على جائزة نون في بينالي غوانغجو (2016). أما بلين تان فعملت أستاذة مشاركة في الهندسة المعمارية في جامعة ماردين أرتوكلو، ماردين، تركيا (2013-2018)، وأستاذة مساعدة زائرة في جامعة قبرص، نيقوسيا (2018)؛ وجامعة هونغ كونغ المتعددة التكنولوجية (2016)؛ هونغ كونغ ديزاين تراست (2016-2017)؛ ومؤسسة اليابان، طوكيو (2012)؛ وهي زميلة بحث أولى في مركز الفنون والتصميم والبحوث الاجتماعية، بوسطن، الولاياتالمتحدة (2020-2021)، وعضو مجلس أمناء أي بي ايه شتوتغارت 2027؛ كما عملت قيّمة في مشروع الأرشفة I-DEA في ماتيرا 2019، عاصمة الثقافة الأوروبية، ماتيرا، إيطاليا. وتان حاصلة على بكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة أنقرة (1996)، وماجستير ودكتوراه في تاريخ الفن من جامعة إسطنبول التقنية (2003 و2010 على التوالي)؛ كما أجرت أبحاثاً فنية بعد الدكتوراه مع أوتي ميتا باور في برنامج معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الفن والثقافة والتكنولوجيا، كامبريدج، الولاياتالمتحدة (2011). وولدت تان عام 1974 في هيلدن، ألمانيا. تقيم وتعمل حالياً في ماردين، تركيا. وتستقطب مؤسسة الشارقة للفنون طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة؛ وتسعى إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار مع كافة الهويّات الثقافية والحضارية، وبما يعكس ثراء البيئة المحلية وتعدديتها الثقافية. وتضم مؤسسة الشارقة للفنون مجموعة من المبادرات والبرامج الأساسية، مثل "بينالي الشارقة" و"لقاء مارس"، وبرنامج "الفنان المقيم"، و"البرنامج التعليمي"، و"برنامج الإنتاج" والمعارض والبحوث والإصدارات، بالإضافة إلى مجموعة من المقتنيات المتنامية. كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.