أفادت دراسة رسمية، نشرتها المندوبية السامية للتخطيط، أمس الإثنين، تحت عُنوان "العلاقات الاجتماعية في ظل جائحة كوفيد-19"، بأن فترة الحجر الصحي بالمغرب عرفت زيادة نشوب نزاعات زوجية بسبب تربية الأطفال وتدبير ميزانية الأسرة والأشغال المنزلية. وذكرت الدراسة أن أكثر من 12 في المائة من آباء الأطفال المتمدرسين، وبشكل يزيد عن المعتاد بالنسبة ل67 في المائة منهم، أفادوا بنشوب نزاعات زوجية بسبب الدعم والتتبع المدرسي لأطفالهم. وتبلغ نسبة من أفادوا بنشوب نزاعات زوجية أثناء الحجر الصحي حوالي 13.8 في المائة بين سكان الوسط الحضري مقابل 8.7 في المائة بين سكان الوسط القروي. وتُفيد معطيات الدراسة بأن حوالي شخص من كل خمسة أشخاص (18.7 في المائة) عانى، وبشكل يفوق المعتاد بالنسبة ل59 في المائة من بينهم، من نزاع مع الزوج (ة) بسبب تربية الأطفال، خصوصاً طريقة التعامل معهم والوقت الممنوح لهم والوقت الذي يقضونه أمام الشاشات. كما شكل نقص المال والمشاكل المادية مصدر توتر ونزاع بين الزوجين لأكثر من شخص واحد من بين كل خمسة أشخاص، وبشكل يتجاوز المعتاد ل72 في المائة. وقد سجلت أعلى نسبة بين الشباب دون سنة 24 سنة والعاطلين. وأوردت دراسة المندوبية أن قرابة 9 في المائة من المغاربة صرحوا بأن المشاركة في الأعمال المنزلية بين الزوجين شكلت مصدر نزاعات بينهم، وبصفة تفوق المعتاد بالنسبة ل63 في المائة من بينهم. وبالإضافة إلى ما سبق، شكل تدبير الأنشطة الترفيهية بين الزوجين (مشاهدة التلفاز والأنشطة العائلية) موضوع خلاف بالنسبة ل6.7 في المائة من المغاربة، وبشكل أكبر من المعتاد بالنسبة ل64 في المائة منهم. وتكشف المعطيات أيضاً أن 25.4 في المائة من المغاربة عاشوا حالات صراع مع الأشخاص الذين قضوا معهم فترة الحجر الصحي، منها نزاعات مع الزوج، وبين الرجال أو أحد أفراد الأسرة. ولم تقتصر الصراعات على النشوب داخل المنازل خلال فترة الحجر الصحي، بل وصلت حد المشاكل مع الجيران، إذ كشفت الدراسة أن 11 في المائة من المغاربة عانوا من مشاكل مع الجيران (ضوضاء وتوتر..)؛ وترتفع هذه النسبة بين الحضريين والذين يقطنون في شقق ومساكن عشوائية، في حين تبقى شبه منعدمة لدى سكان الفيلات.