لم يعد مطرح النفايات بمديونة مصدر قلق للسكان القريبين منه بسبب الروائح الكريهة المنبعثة منه، بل صار يشكل قلقا وخطرا حتى على سائقي العربات والشاحنات التي تمر من الطريق الرابطة بين الدارالبيضاء ومديونة. العصارة التي تفرزها النفايات بالمطرح الكبير تحولت إلى مصدر قلق لكثير من السائقين الذين يمرون بشكل يومي من الطريق المؤدية صوب مدينة مديونة، خصوصا أن هذه العصارة باتت تتسبب في حوادث سير بسبب الانزلاق الذي تحدثه. وتشهد الطريق المذكورة تسربا لعصارة الإفرازات المسربة من المطرح العمومي؛ ما يؤدي إلى انزلاق السيارات بجانب الطريق، ويتسبب في حوادث سير خطيرة. وعبّر عدد من السائقين، خصوصا مهنيي سيارات الأجرة الذين يستعملون هذه الطريق بشكل يومي، عن تذمرهم من هذا الوضع وقلقهم من هذه العصارة التي تتسرب من المطرح العمومي إلى الطريق؛ ما يتسبب لهم في انزلاقات بشكل مستمر. وأكد المهنيون أن هذه العصارات تنبئ بانهيار الأكوام المتراكمة من النفايات؛ ما يستوجب الحذر، والتدخل العاجل لوضع حد لهذا الوضع، قبل أن يتسبب ذلك في كارثة على مستوى الطريق التي تعرف اكتظاظا بشكل يومي من طرف المواطنين القاطنين في مديونة والدروة وبرشيد. كما أعرب سائقو السيارات عن قلقهم إزاء الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف وتقتحم العربات، داعين إلى إنهاء هذه الأزمة التي عمرت طويلا وأثرت بشكل كبير على صحة المواطنين بالمنطقة. وتدخلت السلطات المختصة نهاية الأسبوع، حيث عملت على استعمال المعدات الخاصة بشركة "ليدك"، لتنقية وشفط العصارة المتسربة بالطريق بعدما صارت تشكل خطرا على السيارات وتتسبب في انزلاقات بها. ويشكل مطرح مديونة للنفايات نقطة سوداء بالمنطقة المذكورة، حيث الروائح الكريهة التي تؤثر على صحة المواطنين وعصارات الأزبال التي باتت تصل الطريق؛ وهو ما يجعل مطلب التسريع بإزالته قائما وملحا. ولا يزال إخراج المطرح الكبير للنفايات بمنطقة مديونة بعيد المنال، حيث تعرف الصفقة الخاصة بهذا المكب تذبذبا، إذ تم من جديد إطلاق صفقة تخص تشغيل المطرح بكلفة مالية قدرها حوالي 46 مليون درهم. وتبلغ مساحة المطرح الجديد حوالي 11 هكتارا، من أصل 35 هكتارا مخصصة لهذا المشروع، وهو الذي يراهن عليه من أجل إنهاء الكارثة البيئية التي تشهدها الدارالبيضاء والنواحي، من خلال تراكم النفايات بمطرح مديونة. وفشلت جماعة الدارالبيضاء، ومعها الشركة المكلفة بهذا القطاع، في إنهاء هذه الأزمة، حيث كان مرتقبا بحسب تصريحات المسؤولين بالمجلس، الانتهاء من هذا المطرح الجديد في شتنبر الماضي؛ غير أن الصفقة لا تزال تراوح مكانها، في انتظار المطرح الكبير الذي سيكون مجاورا للمطرح الحالي. ويؤرق مطرح مديونة للنفايات بمدينة الدارالبيضاء بال الفعاليات البيئية، بسبب عجز مجلس المدينة عن تسوية هذه المعضلة التي تشغل الساكنة المحاذية له، في وقت سبق للمجلس الأعلى للحسابات أن دق ناقوس الخطر بخصوص اختلالات تدبير قطاع النظافة في العاصمة الاقتصادية سنة 2015.