التمست الجمعية المغربية لتربية الشبيبة من رئيس الحكومة السماح للأطفال المغاربة بالخروج إلى الأماكن العامة لمدة زمنية محددة رفقته أسرهم، بهدف التنشيط والترويح عن النفس بعد أشهر من الحجر الصحي. واقترحت الجمعية، وهي من أقدم منظمات المجتمع المدني المهتمة بالطفولة والشباب في المغرب، خُروج الأطفال إلى الحدائق والمنتزهات والغابات والشواطئ رفقة أسرهم، مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية بارتداء الكمامات والتباعد. جاءت هذه المطالب، ضمن رسالة بعثت بها الجمعية إلى رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، بمناسبة اليوم الوطني لحقوق الطفل، قالت فيها إن حالة الطوارئ الصحية خلفت إرباكاً في العلاقات الأسرية والاجتماعية، وضغوطات نفسية وجسدية على الأفراد والجماعات صغاراً وكباراً. واقترحت الجمعية أيضاً تقديم الدعم النفسي عن بُعد للأطفال عبر خط أخضر. وهي إجراءات أوضحت الجمعية أن عدداً من الدول طبقتها بهدف التخفيف من وطأة الحجر على الأطفال، ودعت في هذا الصدد إلى اعتماد خطة متكاملة تتدخل فيها كل القطاعات الوزارية المعنية بقضايا الطفولة والمجتمع المدني العامل في هذا المجال. وشددت الرسالة على "ضرورة التفكير العميق في الأوضاع النفسية والاجتماعية للأطفال، باعتبارهم أكثر فئات ساكنة الكون حرماناً من اللعب والحركة وممارسة شغبهم الجميل الذي لا تحلو حياتنا من دونه". كما حذرت الجمعية، التي تحظى بصفة المنفعة العامة، من أي "صور ضارة قد تنطبع في ذاكرة الأطفال وتنعكس عليهم مستقبلاً وهم راشدون وشباب، وهو الأمر الذي يؤكده المختصون في علم نفس الأطفال". وبحسب عدد من الدراسات العلمية، فإن فئة الأطفال تعد أكثر تعرضاً من غيرها لمختلف التأثيرات النفسية الناتجة عن الحجر الصحي، ما يؤثر على صحتهم ونموهم ووجودهم اليومي المفعم بالحياة بالنظر إلى ما يتميزون به من حركية. وقد فرض الحجر الصحي على ملايين الأسر في المغرب العيش في أماكن مغلقة بكثافة سكنية مرتفعة، وهو وضع لا يمكن تحمله من طرف الأسر. ونبهت الجمعية المغربية لتربية الشبيبة إلى أن هذا الوضع يتم تصريفه على شكل توترات وعنف يطال الحلقة الأضعف داخل الأسرة، أي النساء والأطفال. جدير بالذكر أن حالة الطوارئ الصحية في المغرب ستنتهي، وفق ما هو مقرر، في العاشر من يونيو المقبل، ولا يتوقع أن يتم التمديد من جديد، لكن رفع الحجر الصحي سيكون بشكل تدريجي لتفادي انتشار كبير لفيروس كورونا المستجد.