شددت السلطات الأمنية في العاصمة الرباط المراقبة على مداخل ومخارج عدة أحياء، وذلك بعد تسجيل عشرات الإصابات بكورونا خلال الأيام الماضية على شكل بؤر وبائية. وسجلت جهة الرباطسلاالقنيطرة، صباح اليوم، 73 إصابة جديدة ب"كوفيد-19"، ما بين الرابعة من بعد زوال أمس والعاشرة من صباح اليوم الثلاثاء، أغلبها اكتشفت في محور الرباطسلا لمخالطين. وأقامت السلطات الأمنية، ابتداء من صباح اليوم، عدة حواجز وسدود قضائية بأحياء العاصمة، وأبرزها "أكدال" و"اليوسفية" و"ميني بارك" و"التقدم" و"النهضة"، كما تم أيضاً منع أشخاص حاملين لرخصة التنقل الاستثنائية من الدخول إلى بعض هذه الأماكن. ويأتي تشديد المراقبة، وفق مصادر متطابقة لهسبريس، بعد اكتشاف عشرات الإصابات بفيروس كورونا في هذه الأحياء. وتتخوف السلطات من انتشار الوباء داخل بعض هذه المناطق الشعبية التي تضم أكثر كثافة سكانية بالمغرب. وكان بعض سكان حي الفرح الشعبي (دوار الحاجة سابقا) ضواحي العاصمة الرباط، والمجاور لهذه الأحياء التي تشهد استنفاراً أمنياً، عبروا عن تخوفهم من ظهور "كورونا" في هذا الحي الشاسع، الذي يصفه البعض بأنه أكبر حي شعبي من حيث الكثافة السكانية في العاصمة وضواحيها، ومن بين الأكثر كثافة في البلاد. وتحدث بعض سكان الحي المذكور لجريدة هسبريس بخصوص هذا التخوف من ظهور أي إصابة بالفيروس، إذ إن ذلك يعني انفجار "قنبلة موقوتة" داخل الحي باعتبار امتداده الجغرافي والبشري الهائل، وصعوبة التحكم حينئذ في مسار الإصابات المحتملة. وقال قاطنون في الحي الشهير، غير البعيد عن العاصمة الرباط، إن مجرد إصابة شخص يسكن في حي الفرح بالفيروس العنيد قد يطال العشرات بل المئات من سكان الحي، باعتبار الاحتكاك اليومي بين الناس وإيواء المنزل الواحد للكثير من الأسر والأفراد. وأكدت وزارة الصحة، أمس الإثنين، استمرار تفشي فيروس "كورونا" المستجد بالمغرب، وذلك على بعد تسعة أيام من تاريخ نهاية الحجر الصحي المرتقب في 20 ماي المقبل. وأفاد محمد اليوبي، مدير الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة، بأن ظهور عدة بؤر وراء ارتفاع الإصابات في بعض الجهات، ومن ضمنها جهة الرباطسلاالقنيطرة؛ لكن السلطات الصحية لا تعلن عن المناطق الموبوءة حتى تتخذ الساكنة المعنية احتياطات وتدابير احترازية.