إثر تعليق كل الأنشطة الفنية والثقافية كإجراء احترازي للتعاطي مع الوضع الاستثنائي الذي يعيشه المغرب بسبب تفشي فيروس "كوفيد 19"، لجأ أكاديميون وفنانون إلى تنظيم ندوات فكرية وحقوقية ولقاءات تواصلية، عبر الوسائط الاجتماعية. وحققت اللقاءات الافتراضية، التي نظمتها هيئات حقوقية وجمعوية، نسب مُتابعة مهمة، ولاقت إقبالاً من طرف فئة الشباب، وعززت تواصلهم بِمحيطهم المعرفي، خلال فترة الحجر الصحي. حكومة الشباب الموازية برمجت، منذ أيام، لقاءات تواصلية افتراضية في مجالات الطب والمجتمع والاقتصاد والفن. إسماعيل الحمراوي، رئيس حكومة الشباب المُوازية، قال، ضمن حديثه لهسبريس، إن "دور حكومة الشباب المُوازية لا يقتصر فقط على تتبع السياسات العمومية، بل الانخراط في التأطير والتحسيس والتوعية، خاصة في ظل الظرف الصحي الذي نعيشه إثر انتشار وباء كورونا". وأورد الحمراوي أنّه، إلى جانب اللقاءات والندوات الافتراضية، أطلقت حكومة الشباب مبادرات على الوسائط الاجتماعية، ويتعلق الأمر ب"#طبيبك_فدارك" لتقديم استشارات طبية، و"#أبدع_من_دارك" لتقوية قدرات الشباب ومنحهم مساحة لعرض وتسويق مقترحاتهم وأفكارهم، والمُساهمة في عملية التحسيس من خلال الرسم والموسيقى والتشكيل وغيرها، إلى جانب برامج أخرى "#سطوب_إشاعة" لمحاربة الأخبار الزائفة على مواقع التواصل الاجتماعي، و"#حس_بغيرك" لتقديم الدعم للأسر العاملة في القطاع غير المهيكل المتضررة من الوباء". وأبرز المُتحدث نفسه أنّ "التعاطي مع حياة الإنسان سيتغير بعد زمن كورونا، وسيصبح المغرب مجبرا على الدخول في مرحلة جديدة تنبني على الانخراط في التحول الرقمي، والحسم مع التعامل التقليدي البيروقراطي الذي عرف تأخراً كبيراً"، مُشدداً على "ضرورة الاستفادة من هذه المرحلة وتثبيت مؤشرات جديدة تعتمد على العالم الرقمي". وبثت الصفحة الرسمية لحكومة الشباب المُوازية لقاء مُباشراً تفاعلياً مع الدكتور سعد ماء العينين، لمُناقشة موضوع "الصحة النفسية خلال الحجر الصحي". كما استضافت، في حلقة أخرى، المُوسيقار نعمان لحلو، الذي تحدث عن انخراطه في معركة التحسيس ضدّ فيروس "كورونا"، ثم تسليط الضوء على سلسلة "كورونيات" التّي طرحها، إلى جانب لقاء آخر قدّمه الصحافي عمر إسرى باللغة الأمازيغية حول موضوع "تنمية العالم القروي والدفاع عن القضية الأمازيغية". بدورها، بثّت الجمعية المغربية لتربية الشبيبة عدداً من اللقاءات المُباشرة على صفحتها، وخصصت أولى حلقاتها لموضوع "نظام الحماية الاجتماعية في زمن كورونا.. نموذج المساعدات المقدمة للقطاع غير مهيكل"، قدّمه أستاذ القانون الاجتماعي محمد طارق. وتطرق الأستاذ الجامعي، في محاضرته، لانعكاسات تأثير وباء "كوفيد 19" على الاقتصاد العالمي والمغربي، والتعريف بالتدابير المتخذة من طرف لجنة اليقظة الاقتصادية، وإحداث صندوق دعم جائحة كورونا، ودعم الأسر العاملة في القطاع غير المهيكل المتضررة من الوباء. إلى جانب ذلك، خصصت الجمعية سالفة الذكر ندواتها للحديث عن "المهاجرين في زمن كورونا" تؤطرها رئيسة منتدى شؤون الهجرة والثقافات. كما أعلنت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تنظيم ندوة رقمية حول "الحقوق الشغلية في ظل أزمة كوفيد 19"، بمشاركة كل من البرلماني عمر بلفريج والناشطة النقابية سميرة الرايس والفاعل الجمعوي عبد الله لفناسة.