أكد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أحمد العبادي ،أن العالم يعرف اليوم جملة من التحولات العميقة التي خلخلت العديد من المسلمات ،والنظم و القيم وغيرت معالم انتظارات العالم المعاصر. وأضاف في كلمة ألقاها السبت 28 يناير الجاري بمراكش ،بمناسبة انعقاد المجلس الأكاديمي الثامن للرابطة المحمدية للعلماء،أن هذه الخلخلة تفرض علينا القيام بجهد كبير لإعادة التموقع في عالم يعرف زخما من المعطيات التي تتداخل في ما بينها ،موضحا في هذا الصدد ،أنه يجب إعادة النظر في عملية تقوية وتعزيز قدرات وإمكانات العالم كفرد وكمؤسسة علمية وذلك من أجل التصدي للتحديات التي تواجه القيم الدينية . وأشار الى أنه يجب على المؤسسة العلمية أن تكون قادرة على إنتاج خطاب جديد يتوفر على جاذبية قادرة على مواجهة المنافسة التي تطرحها الخطابات الدينية التي تروج في عالمنا المعاصر ،مبرزا أن الغرض من هذا اللقاء ،هو بلورة نسق خطابي وعملي من لدن هذه المؤسسة في تكامل مع كل المؤسسات العلمية والفاعلين في هذا المجال تحت إشراف الملك محمد السادس . ويأتي انعقاد هذا المجلس للمصادقة على التقريرين الادبي و المالي ،ولرسم استراتيجية السنة الجارية والقادمة و دراسة الحصيلة السنوية و الآفاق المستقبلية ،و ما تم انجازه مع مقاربة تقويمية الى جانب التباحث حول جملة من القضايا التي باتت تفرض نفسها على ساحة المملكة المغربية وعلى ساحة العالم الاسلامي والعالم ككل والنظر في نظام القيم وتفاعلاتها في اطار العولمة. كما يندرج هذا اللقاء في اطار الجمع العام الثامن للرابطة المحمدية للعلماء والذي نص عليه الظهير الشريف المنظم للرابطة ،والذي منحها صبغة مؤسسة ذات نفع عام، تحل محل رابطة علماء المغرب وذلك من أجل إعادة هيكلة الحقل الديني بتوجيهات من الملك محمد السادس . يشار الى أن الرابطة عرفت خلال السنوات الأخيرة دينامية جديدة تجلت في تأسيس العديد من المراكز البحثية و الدراسية التي تعنى بالعلوم الإسلامية ،كما قامت بتطوير موقعها على شبكة الأنترنيت الذي أصبح بوابة فكرية شاملة . وأولت هذه المؤسسة عنايتها للطفولة و الشباب من خلال عدة مشاريع كموقع " الفطرة"وسلسة "ايمن ونهى" وموقع "التثقيف بالنظير" وهو موقع شبابي يعنى بمكافحة السلوكات الخطيرة كادمان المخدرات بجميع أنواعها ،وذلك تفعيلا لمضامين الظهير المنظم لهذه المؤسسة العلمية الدينية و الذي ينص على العناية بالجانبين التربوي و الاجتماعي .