أيّام عصيبة تنتظرُ المغاربة العالقين في تركيا مع اقترابِ موعد مغادرة الفنادق التي خصّصتها مصالح القنصلية العامّة للمغرب في إسطنبول المقرّر في فاتح أبريل المقبل، حيث أعلنت القنصلية أنّ "المغاربة العالقين في تركيا، والذين استفادوا من الفنادق، يجب أن يغادروها ابتداء من فاتح أبريل". وبرّرت المصالح الدّبلوماسية المغربية في تركيا قرارها بعدم وجود موارد مالية كافية لتمديد فترة الحجز، خاصة أنّها قامت بإيواء أزيد من 1083 مواطنا مغربيا لمدّة 15 يوماً تم توزيعهم جميعهم على 20 فندقاً في إسطنبول". ويعيشُ أزيد من 84 مواطناً مغربياً عالقاً حالة من التّشرد في إسطنبول بعدما وجدوا أنفسهم بدون إيواء، بينما تؤكّد المصالح الدّبلوماسية أنّها "قامت بإيواء كل المواطنين الذين سجّلوا أنفسهم ابتداء من 16 مارس". ويؤكّد أشرف (25 سنة) أنّه لا يتوفّر على "موارد مالية كافية لحجز غرفة في فندق، ولم يعد يملك من المال ما يكفي لاقتناء الأكل"، مشيراً إلى أنّ "الوضع صعب في إسطنبول في ظلّ انخفاض درجة الحرارة إلى مستويات قياسية". أمّا فاطمة، إطار بنكي، فأكّدت أنها لا تستطيع أن تسدّد مصاريف الأكل والسّكن، ولا تعرف إلى أين ستتّجه بعد انتهاء فترة الحجز، متسائلة: "هل سنصبحُ عرضة للشّارع؟". وحاولت جريدة هسبريس الإلكترونية التواصل مع المصالح القنصلية من أجل استفسارها حول موضوع إيواء المواطنين المغاربة العالقين في تركيا إلا أن الهاتف ظلّ يرنّ بدون مجيب. وفي وقت سابق، أكّد مصدر مسؤول أنّ "القنصلية تكلّفت، إلى حدود أمس الثلاثاء، بضمان السّكن ل1083 مغربيا من العالقين في تركيا"، مشدّداً على أنّ "القنصلية تتابع وضع المواطنين المغاربة العالقين في تركيا، خاصة الذين يعيشون ظروفاً صعبة". وشدّد المصدر الدبلوماسي رفيع المستوى على أنّ "المصالح القنصلية عملت على إحصاء ما يزيد عن 1400 شخص عالق في تركيا"، مشيراً إلى أنّه "تمّ إيواء 1083 مواطنا مغربيا". واعتبر المصدر ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّه "ليس هناك، إلى حدود اللّحظة، أيّ إمكانية لإيواء مزيد من المواطنين، بالنّظر إلى الميزانية المرصودة لعمليات الإيواء"، مبرزاً في هذا الصّدد أنّ "القنصلية أغلقت أبوابها من أجل الحفاظ على سلامة المواطنين، خاصة في ظلّ الهجوم الذي تعرّضت له القنصلية خلال اليومين الماضيين". وعن عمليات الإحصاء التي باشرتها المصالح القنصلية، كشف المصدر الدبلوماسي أنّ "اللّوائح، التي تمّ إعدادها لهذا الصّدد، تُرسل إلى خلية الأزمة بالرّباط مرّتين في اليوم، وتتوفّر على أسماء العالقين وبعض المعطيات المتعلقة بتاريخ الدّخول والخروج من المغرب".