أخبار متواترة عن فيروس "كورونا" بالعالم وبالمغرب لا تكف مواقع التواصل الاجتماعي عن ترويجها للعموم، تارة صحيحة وأحيانا كثيرة خاطئة، واضعة بذلك الجهات الحكومية المعنية أمام تحدي محاصرة الوباء ومعه الشائعات التي تتناسل بشكل كبير موازاة مع إعلانات الإصابة أو الوفاة جراءه. عبد اللطيف بنصفية، مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، انتقد ما وصفه "الفراغ الإعلامي والتواصلي الذي يفتح الباب على مصراعيه أمام الإشاعة المشوهة للحقيقة، فهي تحول مثلا: "بعض المصابين"، إلى "عدة وفيات"، كما تنمو بسرعة بشكل يصعب معه السيطرة عليها، حيث يشبهها إدغار موران بالوباء (إشاعة أورليون 1969)". ويقترح بنصفية "أولويات تنظيمية ضرورية لمحاصرة الإشاعة المرتبطة بالفيروس؛ أولها استحضار التجارب السابقة والاستفادة من دروسها، ثم خلق لجنة وطنية دائمة لإدارة مثل هذه الأزمات، بالإضافة إلى التفكير بشكل استباقي يجعل السلطات العمومية المسؤولة تتوفر قبليا على خطط استثنائية جاهزة لمواجهة احتواء الأزمة". وعبد اللطيف بنصفية، مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال، حاصل على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع والتواصل من جامعة باريس، شغل منصب مدير لجنة أخلاقيات برامج الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، إلى جانب عمله خبيرا ومستشارا لدى مؤسسات مغربية وعربية. وشدد خبير التواصل، في خطة تتوفر هسبريس على نسخة منها، على "ضرورة التنسيق المحكم بين الأطراف المتدخلة وطنيا ومحليا، وتوسيع شبكة الاستماع إلى المواطنين عبر وحدات الاتصالات الهاتفية المجانية وتأهيل القائمين عليها، وكذلك التوسع في المتابعة الدقيقة لشبكات التواصل الاجتماعي وتأهيل القائمين عليها". وبخصوص مستويات وآليات التدخل، قال بنصفية، إن "التحسيس والتعبئة على المستويين الشعبي الجماهيري، والمهني الطبي، أولوية قصوى"، وشدد على "الرصد والإخبار حول جميع الحالات والمستجدات المتعلقة بالأزمة تفاديا لفراغ إعلامي قد تستغله الإشاعة"، مع ضرورة "تأطير وسائل الإعلام بشكل دقيق عن طريق تداريب آنية لاطلاعها على تفاصيل الموضوع". وحث المدير السابق للجنة أخلاقيات برامج الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون على "ضرورة التنسيق المحكم بين المسؤولين الحكوميين، من ممثلي السلطات المتدخلة، وتبليغ ونشر المعلومات في وقتها تجاه المستهدفين المعنيين"، وطالب مهني الصحة بأن يكونوا قدوة لغيرهم، ودعا وسائل الإعلام إلى محاصرة الإشاعات والتخلي عن المزايدات.