ليلة مثيرة عاشها الحزب الديمقراطي الأمريكي خلال متابعة نتائج الانتخابات التمهيدية للحزب في يوم "الثلاثاء الكبير" الذي شهد تصويت الديمقراطيين في 14 ولاية، بالإضافة إلى إقليم "ساموا" التابع للولايات المتحدة. وضمن هذه الولايات، تتمتع ولايتا كاليفورنيا وتكساس بأكبر عدد من المندوبين، بالإضافة إلى كارولينا الشمالية وفيرجينيا وماساتشوستس، فيما يبلغ عدد المندوبين الذين تم التصويت عليهم في يوم واحد 1344 مندوبا، وهو ثلث المندوبين الذين سيشاركون في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي لاختيار مرشح الحزب في يوليوز المقبل. ولا يصوت الناخبون الأمريكيون بشكل مباشر على الرئيس، وإنما يصوتون على "الناخبين الكبار" الذين يدلون بأصواتهم للرئيس، والمرشح الذي يحصل على أكبر عدد من أصوات هؤلاء يفوز بالانتخابات. وفي الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، تمتلك كل ولاية عددا من الناخبين الكبار الذين يشاركون في المؤتمر الوطني للحزب، وحينها يتم التصويت على مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية. وتتمتع ولاية كاليفورنيا التي تتجاوز ساكنتها 39 مليون نسمة بأكبر عدد من المندوبين في الحزب الديمقراطي، يبلغ 415 مندوبا، متبوعة بولاية نيويورك ب 274 مندوبا، ثم ولاية تكساس ب 228 مندوبا. اتضاح معالم السباق بدأ السباق الانتخابي ينحصر بين السيناتور بورني ساندرز، وجو بايدن، نائب الرئيس السابق باراك أوباما، الذي فاز بولاية كارولينا الجنوبية السبت الماضي. وقد انسحب ثلاثة مرشحين يوصفون ب"المعتدلين". وانسحب من السباق الديمقراطي كل من رجل الأعمال توم ستاير، والسيناتور إيمي كلوباتشار، والعمدة السابق لمدينة "ساوث باند"، بيت بوتجيج، مباشرة بعد انتخابات كارولينا الجنوبية. أبرز التطورات التي سبقت انتخابات "الثلاثاء الكبير" كانت إعلان كل من كلوباتشار وبوتجيج اصطفافهما وراء بايدن، على حساب بقية المرشحين، في ما يبدو اتحادا يستهدف السيناتور عن ولاية فيرمونت، بورني ساندرز، الذي مازال يحكم سيطرته على صدارة المرشحين الأكثر حصولا على الأصوات. ولا تنظر الهياكل المتحكمة في الحزب الديمقراطي بعين الرضا إلى تصدر ساندرز المشهد الانتخابي في الحزب، خصوصا وأنه يقدم نفسه كمرشح "من خارج اللعبة"، ويطمح إلى إنهاء هيمنة "سلطة المال في البيت الأبيض والكونغرس"، وهذا ما جعل الكثير من قادة الحزب، سواء في الكونغرس أو على الصعيد المحلي، يعلنون دعمهم لبايدن. وأضحى السباق الانتخابي للحزب أكثر وضوحا بعد نتائج "الثلاثاء الكبير"؛ إذ تنحصر المنافسة بشكل كبير بين جو بايدن وبورني ساندرز، في حين لا يبدو رجل الأعمال مايك بلومبورغ، والسيناتور إليزابيث وون، منافسين على المركز الأول. ليلة مثيرة بدأ الإعلان عن نتائج الانتخابات ليلة الثلاثاء مباشرة بعد إغلاق مكاتب التصويت في ولايتي فيرمونت وفيرجينيا، وفاز ساندرز بالولاية الأولى وبايدن بالثانية، ما جعل الأنظار تتجه إلى ولاية كارولينا الشمالية التي أغلقت فيها مكاتب التصويت على الساعة السابعة والنصف بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة (ناقص 6 ساعات عن توقيت المغرب). بعد ذلك، أعلنت وسائل الإعلام عن فوز بايدن بكارولينا الشمالية بعد تحقيقه لتقدم كبير على حساب ساندرز، في سيناريو مماثل لما حصل السبت الماضي في ولاية كارولينا الجنوبية. في مقابل ذلك، تأخر الإعلان عن النتائج الأولية في عدد من الولايات كأوكلاهوما وتينيسي، بالإضافة إلى ماساتشوستس ومين ومينيسوتا، بالنظر إلى تقارب النتائج، خصوصا بين بايدن وساندرز، مع تسجيل نتائج محتشمة لكل من مايك بلومبرغ وإليزابيث وورن. أكبر مفاجآت هذه الليلة كانت عدم فوز السيناتور وورن بولاية ماساتشوستس على الرغم من أنها تمثل هذه الولاية التي تقع شمال البلاد في مجلس الشيوخ الأمريكي، ما يقلل من حظوظها بشكل كبير في هذا السباق الانتخابي. المفاجأة الثانية كانت النتائج المحتشمة التي سجلها رجل الأعمال مايك بلومبورغ، الذي صرف أكثر من 500 مليون دولار خلال هذه الحملة في عدد من الولايات، لكن نتائجه كانت ضعيفة ولم يفز بأي ولاية خلال "الثلاثاء الكبير"، وهذا ما جعله يقرر إعادة النظر في مدى استمراره في هذه الانتخابات، بحسب ما نشرته وكالة "أسوشيتد بريس" للأنباء. وإجمالا، تمكن جو بايدن من الفوز بولايات فيرجينيا، وكارولينا الشمالية، وألاباما، وتينيسي، وأركنسا، بالإضافة إلى أوكلاهوما وماساتشوستس ومينيسوتا ومين. أما ساندرز، فقد تمكن من الفوز بالولاية الأكبر كاليفورنيا، بالإضافة إلى ولايات فيرمونت وكولورادو ويوتا. واستنادا إلى هذه النتائج، فقد أصبح من الواضح أن المنافسة ستنحصر بين ساندرز وبايدن من أجل نيل ترشيح الحزب الديمقراطي، في انتظار عدد من الولايات التي ستقام فيها الاستحقاقات التمهيدية خلال الأسابيع المقبلة.