يحظى المرشح الديمقراطي بورني ساندرز (78 سنة) بدعم كبير من قبل الشباب الأمريكي، رغم أنه أكبر المرشحين عمرا، وسيكون في حال فوزه بهذه الانتخابات من أكبر الرؤساء في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية سنا. ساندرز، ورغم تعرض لأزمة قلبية أصابته سبتمبر الماضي، واصل احتلال مراكز متقدمة في عدد من استطلاعات الرأي، التي تضعه في المركز الأول أو الثاني على الصعيد الوطني، قبل أن يحصد أكبر عدد من الأصوات في ولاية أيوا الأسبوع الماضي. وحسب استطلاع للرأي نشره مركز "بيو" للأبحاث فإن السناتور عن ولاية فيرمونت يتمتع ب40 في المائة من أصوات الناخبين أقل من 30 سنة، والذين صرحوا بأنه يبقى خيارهم الأفضل؛ في حين حلت المرشحة إليزابيث وون في المركز الثاني، بنسبة 17 في المائة فقط من الناخبين الشباب. ومن مفارقات المشهد الانتخابي الحالي أن العمدة السابق لمدينة "ساوث باند" بيت بودجج، الذي يعد أصغر المرشحين بعمر لا يتجاوز 39 سنة، لا يتمتع بدعم الفئة الناخبة من الشباب، إذ أظهر استطلاع لمجلة "فوربس" أن 3 في المائة فقط من الناخبين الشباب عبروا عن قرارهم التصويت له. ويعتبر بورني ساندرز المرشح الوحيد الذي أبدى نيته إلغاء جميع ديون خريجي الجامعات الأمريكية، التي تتجاوز 1.6 تريليون دولار، ليس فقط بالنسبة للطلبة من الطبقة الفقيرة، وإنما المتوسطة أيضا؛ في حين وعدت إليزابيث وورن بإلغاء ديون الطلبة الذين تقل مداخليهم عن 250 ألف دولار في السنة. هذا الوعد الانتخابي لا يلقى دعم بقية المرشحين الذين يقدمون أنفسهم ك"معتدلين"، كما هو الحال بالنسبة لودجج ونائب الرئيس السابق جو بايدن، وكذا السيناتور إيمي كلوباتشار. تطلعات الشباب وعاينت هسبريس حضور الشباب بكثافة في عدد من الأنشطة التي نظمتها حملة ساندرز في ولايات كنيوهامشر وفيرجينيا وماريلاند، وهذا ما يؤكد النتائج التي تحملها عدد من الاستطلاعات عن تفضيل الشباب لساندرز أكثر من غيره في هذا السباق الرئاسي. ويقول رايل، وهو شاب في ربيعه التاسع عشر، إنه يدعم ساندرز لأنه "ليس في جيب الشركات الكبرى، عكس بقية المرشحين الذين يسعون إلى نيل رضاها". ويضيف رايل، القادم من ولاية "مين" إلى نيوهامشر لمتابعة الانتخابات التمهيدية هناك، أن "ساندرز يعمل على خدمة البسطاء الذين يدعمونه بالتبرعات". لكن لماذا تدعم هذه الفئة ساندرز وليس بودجج الذي يعد أصغر المرشحين سنا؟ يجيب رايل عن هذا السؤال بالقول إن "ساندرز مازال مستمرا في النضال من أجل الأفكار التي يؤمن بها طوال حياته، ولم يتراجع لصالح اللوبيات القوية في العاصمة واشنطن"، وفق تعبيره، مضيفا: "هذا يجعلني أثق به رغم أن التغيير صعب". وفي السياق ذاته تقول الشابة هايلي، البالغة من العمر 20 سنة، إن "بورني هو المرشح الأفضل لمختلف فئات المجتمع الأمريكي، وهو الذي يريد إحداث تغيير حقيقي يخدم مصلحة المهمشين في البلاد". وتتابع هايلي في حديث لهسبريس: "حملته الانتخابية واعدة، خصوصا مع ما تحمله من تحقيق العدالة الاجتماعية، ومواجهة التغيرات المناخية واحترام حقوق الإنسان، وهذا ما يريد الشباب تحقيقه". هل يكفي دعم الشباب؟ لكن في المقابل فإن دعم الفئة الشابة لساندرز قد لا يكون كافيا للوصول إلى البيت الأبيض، خصوصا أنها تعد من أكثر الفئات العمرية مقاطعة للانتخابات في تاريخ الولاياتالمتحدة. وفي هذا السياق، كان ساندرز حصل على غالبية أصوات الشباب أقل من 30 سنة، خلال الانتخابات التمهيدية التي خسرها أمام هيلاري كلينتون سنة 2016، وتفوق كذلك على ترامب، حسب مركز الأبحاث حول المشاركة السياسية التابع لجامعة "تافتس" في ولاية ماساتشوستس الأمريكية. ما يعطي الأمل لحملة ساندرز لتحقيق مشاركة أكبر للفئة الشابة هي استطلاعات أخرى أظهرت أن نسبة كبيرة من هذه الفئة أبدت نيتها المشاركة في انتخابات هذه السنة، إذ ذكر استطلاع لمعهد السياسات بجامعة هارفرد أن 43 في المائة من الشباب الذين لم يصوتوا سنة 2016 سيشاركون في انتخابات 2020.