لا تبدو حظوظ النساء كبيرة للوصول إلى البيت الأبيض في سباق الانتخابات الرئاسية الحالية بالولاياتالمتحدة، عكس الاستحقاقات الانتخابية السابقة التي خسرتها هيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية، لصالح المرشح الجمهوري دونالد ترامب. وتنافس 3 مرشحات في الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي، وهم السيناتورين إليزابيث وورن وإيمي كلوبتشار، بالإضافة إلى عضو مجلس النواب تولسي غابارد. وفي الوقت الذي تختلف فيه برامج المرشحات، فإن أي منهن لم تنجح في حصد المركزين الأول أو الثاني في ولايتي أيوا ونيوهامشر، اللتين شهدتا بداية الانتخابات التمهيدية، لصالح المرشحين بورني ساندرز وبيت بودجج. حظوظ متفاوتة وحققت السيناتور إليزابيث وون أفضل نتيجة بالمقارنة مع منافساتها في ولاية أيوا، بعد أن حلت في المركز الثالث بولاية أيوا، بمجموع مندوبين بلغ 18 في المائة؛ في حين حلت إيمي كلوبتشار في المركز الخامس، بنسبة 12.3 في المائة، فيما حلت تولسي كابارد في المركز الأخير دون أن تحصل على أي مندوب. ويقوم نظام الانتخابات التمهيدية على انتخاب مندوبين في المجمع الانتخابي، إذ لا تكون الانتخابات مباشرة، وإنما سيقوم هؤلاء المندوبون بتمثيل مرشحهم في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي خلال يونيو المقبل. أما في ولاية نيوهامشر، حلت كلوبتشار في المركز الثالث خلف ساندرز وبودجج بنسبة 21 في المائة، متبوعة بإليزابيث وون التي حصلت على نسبة 9 في المائة؛ في حين لم تحصل غابارد إلا على نسبة 2 في المائة. وفي سياق متصل، أفاد آخر استطلاع للرأي، صدر يوم الثلاثاء عن جامعة "مونماوث"، بأن وورن تحتل المركز الرابع على الصعيد الوطني، خلف كل من بورني ساندرز وجو بايدن، بالإضافة إلى الملياردير مايك بلومبرغ. وإذا كانت وورنت قد حصلت على نسبة 13 في المائة في هذا الاستطلاع الأخير، فإن كلوباتشار جاء في المركز الخامس بنسبة أصوات لم تتجاوز 6 في المائة، فيما جاءت تولسي غابارد في المركز ما قبل الأخير بنسبة 1 في المائة. برامج مختلفة وبالرغم من اختلاف برامجهم الانتخابية، فإن المرشحات الثلاث تتفقن على ضرورة الحفاظ على حق المرأة في الإجهاض، وهي إحدى القضايا التي تقسم المجتمع الأمريكي، بالإضافة إلى ضرورة إصلاح النظام التعليمي، وكذا نظام الضريبي. وتقدم أيمي كلوباتشار نفسها على أنها "المرشحة القادرة على تحقيق الوحدة بين الأمريكيين"، في وقت تشهد فيه الولاياتالمتحدة حالة من الانقسام خلال السنوات الأخيرة، كما أنها تعتبر نفسها "مرشحة الاعتدال"، على عكس ساندرز الذي يصف نفسه ب"الديمقراطي الاشتراكي". ولا تقدم كلوباتشار وعودا تقدمية، كتوفير التغطية الصحية للجميع أو مجانية التعليم الجامعي؛ لكنها، مقابل ذلك، تؤكد على ضرورة إصلاح النظام الصحي، ووضع قيود على امتلاك السلاح، بالإضافة إلى إصلاح النظام الضريبي، في حين تعتبر جل الوعود التي يحملها باقي المرشحين أنها "وعود غير قابلة للتحقق". أما بالنسبة لإيليزابيث وون، فتبدو أكثر وعودها تقدمية من كلوبتشار، من خلال تعهدها بإعفاء أكثر من 40 مليون أمريكي من الديون في الجامعات الأمريكية، إذ يصل هذا الإعفاء، حسب برنامجها، إلى 50 ألف دولار للخريجين من الجامعات، وتشدد وون في مختلف خرجاتها الإعلامية على أنها "لا تؤمن بأنصاف الحلول". كما يتعهد البرنامج الانتخابي للسيناتور عن ولاية ماساتشوستس بمضاعفة الضرائب على الأغنياء الذين تتجاوز ثروتهم 50 مليون دولار فما فوق؛ وهو ما سيصب في الخزينة الأمريكية، حسب وون، 2.75 تريليون دولار، خلال السنوات العشر المقبلة. في المقابل، فإن تولسي غامبار، المجندة السابقة في القوات الأمريكية، والتي تتذيل عددا من استطلاعات الرأي، فيتركز بالأساس برنامجها على إنهاء الحروب الخارجية التي تشارك فيه الولاياتالمتحدة، وإغلاق جميع المفاعلات النووية، بالإضافة إلى إغلاق السجون الخاصة، وكذا مجانية التعليم الجامعي.