في إطار تغطيتها للانتخابات الرئاسية التمهيدية للحزب الديمقراطي الأمريكي، تقدم جريدة هسبريس الإلكترونية سلسلة تقارير عن أبرز المرشحين الديمقراطيين وحظوظهم في نيل بطاقة الترشح في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها خلال نونبر المقبل لمنافسة المرشح الجمهوري دونالد ترامب. ويتنافس على نيل ترشيح الحزب الديمقراطي ثمانية قياديين، أبرزهم، حسب استطلاعات الرأي، ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ: بورني ساندرز، وإليزابيث وورن، وإيملي كلوباتشار، بالإضافة إلى جو بايدن، نائب الرئيس السابق باراك أوباما، وبيت بودجج، العمدة السابق لمدينة ساوث باند، والملياردير مايك بلومبرغ. نسلط الضوء في هذا التقرير على العمدة السابق لمدينة ساوث باند، بيت بودجج، الذي يعد أصغر المرشحين سنا. مرشح مغمور "اسمي بيت بودجج.. وينادونني العمدة بيت"، بهذه العبارة، أعلن المرشح الحالي في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي الأمريكي ترشحه للانتخابات الرئاسية المرتقب تنظيمها خلال نوفمبر المقبل. قبل 15 أبريل من العام الماضي، تاريخ إعلان ترشحه، كان بودجج من المغمورين في الساحة السياسة الأمريكية، خصوصا وأنه لا يتمتع بتجربة سياسية طويلة على المستوى الوطني، كما أن أبرز منصب شغله خلال مسيرته السياسية كان منصب العمدة في مدينة ساوث باند بولاية إنديانا. بعد مرور أشهر على إعلان ترشحه، بدأ اسم بودجج يسطع، محققا واحدة من أكبر المفاجآت خلال الانتخابات التمهيدية الحالية، حينما تمكن من الحصول على أكبر عدد من المندوبين في الانتخابات التمهيدية في ولاية أيوا، ثم احتلال المركز الثاني في ولاية نيوهامشر، بفارق بسيط عن المتصدر السيناتور بورني ساندرز. بودجج البالغ من العمر 37 سنة فقط، يعد أصغر المرشحين حاليا، كما أنه سيكون في حال فوزه بسباق البيت الأبيض أول رئيس في تاريخ الولاياتالمتحدة يجاهر بمثليته، بعد أن تزوج من رجل يدعى تشيستن كليزمان في أبريل 2018. يقوم البرنامج الانتخابي لبودجج على ثلاث مرتكزات أساسية: حرية، أمن، وديمقراطية، وهو برنامج مختلف عن برامج مرشحين تقدميين كبورني ساندرز، وإليزابيث وورن. ويميل بودجج بشكل أكبر إلى الوسط. وفي الوقت الذي يقترح فيه مرشحون تأميم مجال التغطية الصحية وأن تشرف الحكومة عليه بشكل مباشر ويكون بالمجان للجميع، يقدم بودجج مقترحا يقوم على الإبقاء على النظام الحالي الذي تشرف عليه الشركات الخاصة، لكن مع فسح المجال لمن يريد أن تكون الحكومة هي المشرفة على تغطيته الصحية. كما يتعهد بودجج بسد "الفجوة العرقية" من خلال تعويض الأمريكيين السود الذين يعانون من الفقر والتهميش عبر إنشاء لجنة تقترح السياسات العامة في هذا المجال، بالإضافة إلى وضع حد للحظر المفروض على المتحولين جنسيا في الجيش الأمريكي، وذلك من خلال تمرير "قانون المساواة". وإلى جانب ذلك، يتعهد بودجج في برنامجه الانتخابي بإلغاء "المجمع الانتخابي"، الذي يقوم على انتخاب مندوبين يتكلفون بانتخاب الرئيس، كما هو عليه الحال حاليا، واستبداله بالتصويت المباشر على الرئيس. دعم شبابي ضعيف على الرغم من احتلاله المركزين الأول والثاني في كل من أيوا ونيوهامشر على التوالي، فإن بودجج لم يستطع تحسين مركزه في عدد من استطلاعات الرأي، خصوصا في أوساط فئة الشباب المسجلين في الانتخابات. وحسب استطلاع للرأي أجرته مجلس "فوربس"، فإن ساندرز يبقى المرشح المفضل لدى الشباب المتراوحة أعمارهم ما بين 18 و29 سنة، بنسبة 32 في المائة، متبوعا بجو بايدن، نائب الرئيس السابق باراك أوباما، ثم السيناتور إليزابيث وون، ورجل الأعمال مايك بلومبورغ. في المقابل، عبر 8 في المائة فقط من المشاركين الشباب في استطلاع "فوربس" أنهم سيصوتون لصالح العمدة السابق لمدينة ساوث باند، ما يجعله من أقل المرشحين الذين يحظون بدعم الشباب رغم صغر سنه. هل تكون مثليته حاجزا؟ بعد إعلان بودجج ترشحه للانتخابات الرئاسية، تساءل كثير من المراقبين عن مدى قدرة المجتمع الأمريكي على خلع عباءته المحافظة، خصوصا وأن المد المحافظ ما يزال مسيطرا في عدد من ولايات البلاد. وفي هذا السياق، صرح المذيع المحافظ راش ليمبو، الذي تم توشيحه من قبل ترامب بالميدالية الذهبية للحرية، بأن المجتمع الأمريكي غير مستعد لرؤية رئيس مثلي للبلاد، وخاطب بودجج ساخرا منه بالقول: "استمتع بتقبيل زوجك على المنصة، فالمجتمع ليس مستعدا لتقبل فكرة رئيس مثلي الجنس".