مستعيدا شريط سنوات من الاشتغال، استقبل المكتب الشريف للفوسفاط مختلف الجمعيات والتعاونيات والفعاليات التي استفادت من برنامجه "أكت فور كوميونيتي"، بغية تثمين المسارات التي قطعتها العديد منها والنظر في ما يلزم تطويره مستقبلا بالنسبة لبعضها. اللقاء، الممتد على مدى يومين، يعقد بمدينة ابن جرير، ويهم أساسا التعاونيات النشطة قرب مراكز المكتب الشريف للفوسفاط القوية، كما يتدارس سبل مواكبة سكان المدن المتاخمة والعمل على إيجاد حلول تنموية لهم. و"أكت فور كوميونيتي" برنامج أطلقته المكتب الشريف للفوسفاط منذ قرابة عامين، يهدف بالأساس إلى الاستماع لنبض سكان المدن الفوسفاطية وأحوازها، من أجل دعم مشاريعهم الذاتية، والعمل على ضمان تحقيق نسب نجاح عالية تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم. وقالت نبيلة التبر، مسؤولة برنامج أكت "فور كوميونيتي" بالمكتب الشريف للفوسفاط، إن الدينامية انطلقت بشكل مشترك مع الفاعلين المحليين، منذ سنة 2017، مشددة على أن الهدف يبقى هو استكمال جميع المنجزات التنموية بعديد المناطق، من خلال تشجيع الإنتاجات وتطويرها. وأضافت التبر، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن رغبة المكتب هي ملامسة منجزاته لدى الناس بشكل قريب، ومساعدة من ليست لهم إمكانات كافية لتنزيل أفكارهم على أرض الواقع، عبر الاستماع لهم وفهم صعوباتهم والعمل على تجاوزها بشكل دائم، وليس فقط لفترة محدودة. وأكدت المسؤولة بالمكتب الشريف للفوسفاط أن عمل "أكت فور كوميونيتي" ينفتح على مجالات عديدة؛ ومن بينها الفلاحة، حيث يضع رهن إشارة الراغبين إمكاناته وخبراته، لتوفير الزراعات البديلة مثلا، وإعطاء إشعاع إبداعي للاشتغال في الميدان الفلاحي. وأكملت المتحدثة قائلة: "الهدف كذلك هو تطوير المنظومة الاقتصادية، وفتح الأسواق الكبرى أمام المقاولين الصغار"، مشددة على أن "المكتب يسطر كذلك على ضرورة دعم المقاولة الثقافية التي تحتضن الفنانين والرسامين، وتمتيعهم بدورهم من جميع الفرص". لمياء مادوش، متطوعة ببرنامج "أكت فور كوميونيتي"، أوردت أن الحضور المحقق خلال الدورة الحالية هو عربون نجاح واهتمام ومسؤولية لكل من يريد تحقيق التنمية المحلية، مسجلة أن "المكتب الشريف للفوسفاط يبذل مجهودات كبيرة من أجل الاستمرار في العطاء والاستماع للمواطنين". وأضافت مادوش، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "استمرارية البرنامج ضرورية للسكان المحيطين بالوحدات الصناعية"، مشددة على أن "العمل كله يتم على أرض الميدان ومن خلال اللقاء المباشر بالمعنيين"، وزادت: "هم بأنفسهم يقدمون الحلول التي يرونها مناسبة". وأشارت المتحدثة إلى أن جوهر العمل هو القرب من الناس، والانفتاح عليهم للاطلاع على الطاقات والموارد، مسجلة أن الهدف الرئيسي من كل التحركات التي يباشرها مكتب الفوسفاط هدفها الرئيسي هو النهوض بكافة المشاريع التي يقدمها المستفيدون من البرنامج.