محتضنا مختلف الجمعيات والتعاونيات التي تشتغل قرب مقراته، فتح المكتب الشريف للفوسفاط بالمملكة مقره الرئيسي بالدارالبيضاء لتنظيم سوق تضامني، حج إليه فاعلون اختيروا وفق معايير صارمة ودقيقة من أجل مواكبتهم وتحسين قدرتهم على تثمين منتوجاتهم وعرضها على نطاق واسع، بداية بالمستخدمين والعاملين داخل المكتب. السوق الذي ينظم للمرة الثالثة، يستمر لليوم الرابع تواليا بمقر المؤسسة، ويعرض منتوجات تعاونيات جاءت من الجرف وخريبكة والعيون وفوسبوكراع، فيما حظيت مدينة آسفي بصفة "ضيف شرف" الدورة، لتنال بذلك حصة الأسد من المعرض ضمن التعاونيات العارضة الذي بلغ عددها 28، كل واحدة منها متخصصة في منتوجات معينة. وعاينت هسبريس، من خلال جولة بأروقة السوق، تعاونيات متخصصة في مجال الفخار، وزيت الزيتون، وإعادة تدوير مختلف المرميات، فضلا عن الفن التشكيلي، والكسكس التقليدي. كما يوفر السوق التضامني ورشات للمشتغلين بالتعاونيات في مجالات متعددة، منها القيادة والتسويق الإلكتروني للمنتجات، وسبل الانفتاح على أسواق أخرى غير معروفة. لمياء مادوش، متعاونة بالمكتب الشريف للفوسفاط، قالت إن "السوق يدخل ضمن أجندة اليوم العالمي للتطوع"، مشيرة إلى أن "المكتب يروم دعم هذه التعاونيات من أجل تحقيق التنمية المحلية داخل المدن التي تحتضن مقراته"، مسجلة في الصدد ذاته أن "مستخدمي المؤسسة يمنحون كل خبراتهم ووقتهم للمستفيدين من أجل نقل معارف أكثر إليهم". وأوضحت مادوش، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الإضافة المرجوة يتم خلقها بشكل تشاركي مع السكان"، مشيرة إلى أن "التعاونيات تتم مواكبتها في مختلف المجالات، بداية بالتسيير المالي، ثم التسويق العادي والإلكتروني"، مشددة على أن "OCP وفر مكتبا إلكترونيا لأزيد من 20 ألف متعاون معه، يستطيعون من خلاله اقتناء المنتوجات". وأوردت المتحدثة أن "السوق التضامني يسمح للتعاونيات بترويج منتجاتها، والتعرف على زبائن آخرين، وخلق علاقات على جميع الأصعدة،" مضيفة أن "مثل هذه المبادرات هي دعم حقيقي للمنتوج المحلي الذي تنتجه هذه التعاونيات". بدوره، قال كريم سكيري، مسير تعاونية لتدوير النفايات النباتية والغذائية، إن "المكتب مكننا من عرض منتوجاتنا لمستخدمي وأطر المجمع الشريف للفوسفاط"، مؤكدا أن "السوق ضخ إمكانيات مالية مهمة في صناديق التعاونيات، وهو ما سيمكنها من الاستمرارية"، مضيفا أن "المكتب يعتمد على استراتيجية بسيطة هي: خْدمْ وأنا نْعاونكْ". وأكد سكيري، في تصريح لهسبريس، أن "المنتوجات تسوق الآن بشكل جيد، ومازال الرهان هو استمرارية مثل هذه الأسواق"، موضحا أن "المشاركين استفادوا أيضا من ورشات تكوينية حول مواضيع مختلفة، وبالطبع سيتم نقل كل هذه المعلومات إلى التعاونيات من أجل نجاعة أكبر". من جهتها، قالت نوال النوحي، رئيسة التعاونية الفلاحية "فلورا" بمدينة بجعد، إن "تعاونيتنا تشتغل على فاكهتي التين والرمان من أجل تثمينهما والرفع من قيمتهما"، مضيفة أن "المشروع خرج إلى حيز الوجود بفضل المكتب الشريف للفوسفاط ووزارة الفلاحة"، مؤكدة أن "السوق التضامني مكن التعاونيات من التعريف بمنتوجاتها".