خلال جلسة محاكمتها اليوم الاثنين أمام غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، بدت المرأة التي ألقت بأطفالها الثلاثة من الطابق الرابع لإحدى العمارات السكنية بحي أناسي بمقاطعة سيدي مومن، التابعة لعمالة سيدي البرنوصي بالعاصمة الاقتصادية، شاردة البال كأنها في عالم آخر؛ إذ لم ترد على سؤال القاضي عن تاريخ ازديادها، ما دفعه إلى اعادة طرح السؤال، لكن المرأة ظلت صامتة تحملق في القاعة. أمام هذا الوضع، وجد القاضي، حسن عجمي، نفسه مضطرا لاعتبار الملف جاهزا، مشيرا إلى كون المتهمة "استنكفت عن الجواب رغم كونها سبق لها الإدلاء بتصريحاتها أمام الضابطة القضائية وأمام قاضي التحقيق"، وقرر تأخير الملف إلى جلسة 16 مارس الجاري من أجل المرافعة. وقال المحامي منير بولعزايم، دفاع المتهمة التي يتابعها قاضي التحقيق حسن الشهير الإدريسي من أجل جناية محاولة القتل العمد، الأفعال المنصوص عليها وعلى عقوبتها في الفصلين 114 و392 من مجموعة القانون الجنائي، أن المحكمة بتقديرها أن موكلته استنكفت عن الجواب "ربما قد تكون جانبت الصواب، على اعتبار أنها قامت بتقييم حالتها النفسية بناء على معاينة مجردة". وأضاف المحامي المذكور، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الوضع النفسي لموكلته، أو لأي شخص، وتقييمه، "يرجع بالأساس إلى ذوي الاختصاص، وهو ما سنتطرق إليه أثناء المرافعة في الجلسة المقبلة". وعرفت الجلسة السابقة حضور الأم المتهمة وهي في حالة نفسية متدهورة؛ إذ كانت شاردة البال داخل القاعة رقم 7 بمحكمة الاستئناف، ذلك أن تقرير الخبرة النفسية الذي تم إجراؤه عليها أظهر أنها "كانت تعيش ضغطا نفسيا، وتعاني من مرض الاكتئاب الحاد"، كما أن "الدكتورة المتخصصة في علاج الأمراض النفسية والعقلية اقترحت على قاضي التحقيق إخضاع المتهمة لمتابعة طبية مركزة لعلاجها". وكانت الأم المتهمة قامت برمي أطفالها الثلاثة، في أكتوبر الماضي، من سطح العمارة التي تقطن بها في حي أناسي بمقاطعة سيدي مومن التابعة لعمالة سيدي البرنوصي بالدار البيضاء، وتم نقلهم على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي المنصور، قبل أن ينقلوا مجددا إلى مستشفى عبد الرحيم الهاروشي التابع للمستشفى الجامعي ابن رشد. وسارع الفريق الطبي لمستعجلات مستشفى عبد الرحيم الهاروشي إلى وضع الأطفال بقسم الإنعاش، وقال حينها عبد العزيز سليلك، رئيس القسم، في تصريح للصحافة، إن المصابين الثلاثة يوجدون الآن تحت المراقبة الطبية المباشرة. وأوضح رئيس قسم الإنعاش أن رضيعا أصيب إصابات بليغة في الجمجمة، فيما إصابة الطفلين الآخرين أقل خطورة.