في تطور جديد لقضية الأطفال الذين قامت والدتهم برميهم من سطح العمارة التي يقطنون بها، زوال الأحد الماضي بحي أناسي بالدار البيضاء، أكدت مصادر طبية خروج طفلين من حالة الإنعاش، فيما لازال رضيع في وضع صحي حرج. وأوضح البروفيسور عبد العزيز شليلك، رئيس مصلحة الإنعاش والتخدير والعناية المكثفة بمستشفى ابن رشد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الطفلين البالغين من العمر ست وثماني سنوات غادرا صباح اليوم الخميس قسم الإنعاش، بعدما تحسنت حالتهما، بينما مازال الرضيع يخضع للمراقبة بغرفة الإنعاش. ولفت البروفيسور شليلك إلى أن وضعية الرضيع ذي الثمانية أشهر، رغم كونها مستقرة، إلا أنها حرجة، وهو ما يستلزم حسبه "استمرار إخضاعه للعناية المكثفة والحراسة المشددة"، مردفا: "مازال يتنفس بالآلة، ولا نعرف أين ستسير الأمور". وتأتي هذه التطورات في قضية الأطفال في وقت أحيلت والدتهم، صباح أول أمس الثلاثاء، على غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف، حيث قرر قاضي التحقيق متابعتها في حالة اعتقال بتهمة محاولة القتل، ليتم إيداعها السجن المحلي بعين السبع المعروف ب"عكاشة". وينتظر أن يلتمس دفاع المتهمة إجراء خبرة نفسية عليها، بالنظر إلى الوضع النفسي الذي تعيشه بعد إقدامها على رمي أبنائها من سطح العمارة، ما كاد يتسبب في مقتلهم. وأكدت مصادر الجريدة في وقت سابق أن أسرة هذه السيدة تطالب الجمعيات النسائية الحقوقية والفاعلين الجمعويين مساندتها والوقوف معها في محنتها، ودعمها ماديا ومعنويا لاجتياز هذه الوضعية. وكانت الأم أقدمت زوال الأحد الماضي على رمي أطفالها الثلاثة من سطح العمارة التي تقطن بها في حي أناسي بمقاطعة سيدي مومن التابعة لعمالة سيدي البرنوصي بالدار البيضاء، ليتم نقلهم على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي المنصور، قبل أن نقلهم مجددا لتلقي الإسعافات الضرورية بمستشفى عبد الرحيم الهاروشي التابع للمستشفى الجامعي ابن رشد. وسارع الفريق الطبي لمستعجلات مستشفى عبد الرحيم الهاروشي إلى وضع الأطفال بقسم الإنعاش، حيث قال عبد العزيز سليلك، رئيس القسم، إن المصابين الثلاثة يوجدون تحت المراقبة الطبية المباشرة، إذ أصيب الرضيع إصابات بليغة في الجمجمة؛ فيما إصابة الطفلين الآخرين أقل خطورة.