قررت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء تأخير ملف السيدة التي كانت قد ألقت بأطفالها من الطابق الرابع بإحدى العمارات السكنية بحي أناسي بمقاطعة سيدي مومن، التابعة لعمالة سيدي البرنوصي بالعاصمة الاقتصادية، إلى غاية الثاني من شهر مارس المقبل. وأخرت الهيئة، التي يرأسها القاضي حسن عجمي، الملف رغم جاهزيته، وذلك على إثر تسجيل أحد المحامين نيابته في هذه القضية التي تحظى بمتابعة الرأي العام الوطني. وحضرت الأم المتهمة، التي يتابعها قاضي التحقيق حسن الشهير الإدريسي من أجل جناية محاولة القتل العمد، الأفعال المنصوص عليها وعلى عقوبتها في الفصلين 114 و392 من القانون الجنائي، وهي في حالة نفسية متدهورة؛ فقد كانت شاردة البال داخل القاعة رقم 7 بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء. وبحسب المحامي منير بولعزايم، دفاع الأم المتهمة، فإن موكلته تعاني ظروفا نفسية صعبة، لافتا إلى كون الاضطرابات والضغوطات التي عاشتها كانت وراء إقدامها على رمي أطفالها من سطح عمارة بحي أناسي بسيدي البرنوصي. وقال المحامي بولعزايم، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن تقرير الخبرة النفسية الذي تم إجراؤه على المتهمة "ر. س"، "أظهر أنها كانت تعيش ضغطا نفسيا، وتعاني من مرض الاكتئاب الحاد"، مضيفا أن "الدكتورة المتخصصة في علاج الأمراض النفسية والعقلية اقترحت على قاضي التحقيق إخضاع المتهمة لمتابعة طبية مركزة لعلاجها". وبحسب المعطيات التي حصلت عليها هسبريس، فإن اثنين من أطفال المتهمة عادا إلى متابعة دراستهما بعد خضوعهما للعلاج، بينما ما يزال الطفل الصغير يتابع الفحوصات الطبية بسبب إصابته على مستوى الجمجمة وتأثيرها على العين. وكانت الأم المتهمة قامت برمي أطفالها الثلاثة، في أكتوبر الماضي، من سطح العمارة التي تقطن بها في حي أناسي بمقاطعة سيدي مومن التابعة لعمالة سيدي البرنوصي بالدار البيضاء، وتم نقلهم على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي المنصور، قبل أن ينقلوا مجددا إلى مستشفى عبد الرحيم الهاروشي التابع للمستشفى الجامعي ابن رشد. وسارع الفريق الطبي لمستعجلات مستشفى عبد الرحيم الهاروشي إلى وضع الأطفال بقسم الإنعاش، وقال حينها عبد العزيز سليلك، رئيس القسم، في تصريح للصحافة، إن المصابين الثلاثة يوجدون الآن تحت المراقبة الطبية المباشرة. وأوضح رئيس قسم الإنعاش أن رضيعا أصيب إصابات بليغة في الجمجمة، فيما إصابة الطفلين الآخرين أقل خطورة.