تعثر أسود الأطلس في أول اختبار ضمن نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012 في كرة القدم (المجموعة الثالثة) بعد انهزامهم مساء اليوم الإثنين أمام نسور قرطاج (1-2)، الذين نجحوا في استغلال الفرص التي أتيحت لهم ليغنموا أول ثلاث نقاط . و إذا كان المنتخب المغربي قد فرض سيطرته على مجريات المباراة واكان الأكثر احتكارا للكرة، فإن المنتخب التونسي تمكن من خلق فرص حقيقية للتسجيل وأحسن استغلالها . وكان أول تهديد جدي لمرمى الحارس نادر لمياغري من قيدوم لاعبي المنتخب التونسي ، كريم حقي، بعد تلقيه كرة عرضية في معترك الفريق المغربي، لكن حارس الوداد البيضاوي تمكن من صدها في الوقت المناسب (د 7). وبعد مرور 15 دقيقة عن هذه المحاولة أتيحت لزهير الذواذي فرصة القذف بقوة (99 كلم في الساعة)، لكن القائم الأيمن ناب عن نادر لمياغري في تغيير اتجاه الكرة. في المقابل، شكلت العناصر الوطنية في بعض الفترات من اللقاء خطورة واضحة على الخصم، وخاصة في الدقيقة ال12 بعد بناء عملية محكمة كان من ورائها كل من الشماخ وبوصوفة، قبل أن يتدخل الحارس التونسي أيمن المثلوثي الذي تصدى بنجاح في الدقيقة ال18 لقذفة قوية من رجل بوصوفة . وفي الدقيقة ال 34 تلقى المنتخب المغربي هدفا على حين غرة على إثر ضربة خطأ لفائدة المنتخب التونسي وجدت طريقها مباشرة إلى شباك نادر لمياغري وكان من ورائها خالد القربي لتجد صابر خليفة حرا طليقا ويهز شباك المياغري. ولتدارك الموقف عزز الناخب الوطني ،إريك غيريتس، خط الهجوم المغربي بإشراكه عادل تاعرابت (د 45) ويوسف حجي (د 59) بدل على التوالي أسامة السعيدي وبوصوفة. وضخت هذه التغييرات دما جديدا في شرايين التشكيلة المغربية، التي كانت قاب قوسين أو أدنى من معادلة الكفة في أكثر من مناسبة، وخاصة بعد القذفة القوية لعادل تاعرابت والتي صدها أيضا بنجاح الحارس التونسي (د 48) ، وبعدها التمريرة التي أهدرها حجي. بيد أن التونسيين الذين استماتوا أيما استماتة في الدفاع عن هدف الامتياز ضاعفوا الغلة في الدقيقة 76 بواسطة اللاعب البديل الشاب يوسف المساكني (الترجي) ،الذي تلاعب بل وتفنن في مراوغة ثلاثة مدافعين قبل أن يهزم نادر لمياغري بعدما لمست قذيفته قدم بنعطية، وهو الهدف الذي أعطى شحنة قوية ل "نسور قرطاج" فيما أزم وضعية "أسود الاطلس". وبادر إريك غريتس إلى إشراك يوسف العربي محل مروان الشماخ الذي كان تائها، لكن يبدو أن هذا الحل جاء متاخرا لأن الفريق التونسي بات واثقا من حسم النتيجة لصالحه. وقبل نهاية المباراة بخمس دقائق تمكن الفريق المغربي من تقليص الفارق إثر هدف حسين خرجة بعد اختلاط في منطقة العمليات بعد تلقيه تمرية بالرأس من عادل تاعرابت. لكن مجموعة سامي الطرابلسي لم تستسلم وآمنت بقوة بحظوظها في الظفر بثلاث نقاط المباراة ما مكنها من الالتحاق بنظيرتها الغابونية في صدارة ترتيب المجموعة الثالثة. وكان المنتخب الغابوني (البلد المضيف) قد فاز في وقت سابق على منتخب النيجر 2-0 . وهذه رابع مرة يلتقي فيها المنتخبان المغربي والتونسي في نهائيات كأس إفريقيا للأمم بعد دورات غانا 1978 (1-1 في كوماسي في الدور الأول) وغانا ونيجيريا 2000 (0-0 في لاغوس في الدور الأول) وتونس (فازت تونس 2-1 في ملعب رادس وأحرزت الكأس). وسيواجه المنتخب المغربي يوم 27 يناير منتخب الغابون قبل أن يلاقي في 31 من نفس الشهر منتخب النيجر .