استيقظ أهالي قصرة جنوب نابلس على لوحة معلقة على مدخل البلدة، كتب عليها بثلاث لغات: "قف! أنت تدخل منقطة الدولة الفلسطينية. هذه المنطقة جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية وفقا ل"صفقة القرن". بعد وقت قصير أزال أهالي قرية قصرة اللوحة التي علقها مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين. على أرض الواقع، يحاول رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إرضاء المستوطنين، لكسب أكبر عدد من الأصوات، مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية الثالثة يوم 2 مارس 2020، من خلال المضي قدما بمشاريع استيطانية جديدة وشق طرق خاصة بالمستوطنين على حساب الأراضي الفلسطينية وقتل حلم الدولة المستقلة. غسان دغلس، مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة، أكد لمراسل "وفا"، أن عصابة من المستوطنين تطلق على نفسها "ريجيفام" وضعت ما يقارب 33 لوحة على مداخل القرى في أراضي الضفة الغربية، والتي تحذر الإسرائيليين من دخولها كونها مناطق فلسطينية وفقا ل"صفقة القرن". وأضاف "أن المستوطنين في عهد نتنياهو حصلوا على أكثر مما يحلمون، وهم يحاولون كسب المزيد أيضا واستغلال الفرصة الذهبية لوجوده كرئيس للحكومة؛ من خلال التصعيد الذي نشهده حاليا في المزيد من البناء الاستيطاني والاستيلاء على الأراضي وشق المزيد من الطرق". وأشار دغلس إلى أن المستوطنين بدؤوا بترسيم حدود الدولة اليهودية؛ بعد الضوء الأخضر من قبل الإدارة الأمريكية والإعلان عن "صفقة القرن"، واستغلال الفرصة قبل خسارة نتنياهو المتوقعة في الانتخابات المقبلة، بعد فشله في تشكيل الحكومة لمرتين. وأكد أن حكومة الاحتلال تحاول جاهدة السيطرة على المزيد من أراضي الفلسطينيين، خاصة في المناطق المصنفة "ب"، وحرمان الفلسطينيين البناء فيها، وتعزيز الاستيطان ومد البؤر الاستيطانية بالخدمات، موضحا أن جرافات الاحتلال شرعت بشق الطريق الاستيطاني "التفافي حوارة"، الذي يصل طوله إلى سبعة كيلومترات، وسيتم الاستيلاء على نحو 406 دونمات من أراضي سبع قرى جنوب نابلس، وقبلها شق طريق يربط مستوطنات جنوب نابلس بالأغوار بطول 8 كلم. مجموعات شبابية فلسطينية أطلقت دعوات لإقامة صلاة الجمعة فوق أراضي جبل العرمة شمال شرق بيتا جنوب نابلس، تزامنا مع إعلان المستوطنين اقتحام هذه الأراضي، ولإسقاط مشروع "صفقة القرن". عبد العظيم وادي، الناشط في المقاومة الشعبية في قصرة، أكد أن العمل الجماهيري والشعبي والتواجد في الأراضي المهددة هو ما سيسقط أطماع المستوطنين ويوقف زحفهم نحوها، بعد الضوء الأخضر من قبل الإدارة الأميركية وإعلانها عن "صفقة القرن". وقال وادي: "إن المستوطنين يصعدون من محاولات البناء، خاصة على امتداد خط "آلون" من شرق رام اللهوجنوب نابلس وصولا إلى الأغوار، ببناء المزيد من البؤر الاستيطانية التي تبدأ بالخيام لتصبح بعد ذلك مستوطنة، كما حدث قبل أيام، حيث وضعوا خياما على إحدى التلال بين بلدات المغير ودوما وقصرة، وقبلها عنما حاولوا بناء بؤرة استيطانية في العام 2011 أطلق عليها اسم "علي عين"، وجرى إخلاؤها بعد قرار من المحكمة وكان الرد قيامهم بحرق أحد المساجد في قرية قصرة". وأضاف نلحظ انتشارا واسعا للمستوطنين على شكل مجموعات خاصة في ساعات الظلام، بعد اقتلاع آلاف أشجار الزيتون التي زرعها المواطنون في أراضي المواطنين جنوب نابلس. يشار إلى أن حكومة الاحتلال باشرت بشق طرق كبرى تربط عددا من المستوطنات ببعضها البعض وصولا إلى الأغوار، إضافة إلى شق طريق "التفافي حوارة"، يندرج تحت خطة يغئال ألون، وزير العمل في الحكومة الإسرائيلية في العام 1967؛ التي تهدف إلى تقطيع أوصال الضفة الغربية وتعزيز سياسة الفصل. *وفا