عاطف دغلس-نابلس رصدت مؤسسة فلسطينية حقوقية اعتداءات إسرائيل على الفلسطينيين خلال فترة التهدئة ; التي أقامتها الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة مع الاحتلال الإسرائيلي ; برعاية مصرية, أواخر يونيو الماضي, والتي استمرت ستة أشهر . وكشفت مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان بنابلس , أن هذه التهدئة كانت هشة منذ لحظاتها الأولى, حيث أقدمت قوات الاحتلال على انتهاكها وخرقها عشرات المرات وبأساليب مختلفة من اجتياحات وإغتيالات واعتقالات وهدم للمنازل واقتحامات للمؤسسات والجمعيات الفلسطينية وإغلاق العشرات منها، واعتداءات على الصحفيين واستمرار لسياسة الاستيطان وما تمارسه من حصار وإغلاق وتجويع ضد الشعب الفلسطيني. وأكدت أن قوات الاحتلال أقدمت على قتل أكثر من خمسين فلسطينيا في الضفة والقطاع خلال التهدئة، بينهم سبعة أطفال دون 18 عاما ورجل وامرأة مسنان. وتمثلت عمليات القتل في الاغتيال المباشر أو التصفية الجسدية أو الاحتجاز والمنع من التنقل على الحواجز التي تقيمها إسرائيل على مداخل ومخارج المدن والقرى بالضفة. وأوضحت المؤسسة أن إسرائيل ارتكبت العديد من الانتهاكات في هذه الفترة , وكان من أبرزها اعتقال 1586 مواطنا فلسطينياً معظمهم من مدن الضفة, كما هدمت أكثر من ستين منزلاً ومنشأة وخيمة اعتصام لمواطنين فلسطينيين معظمها في مدن الضفة. وسجلت المؤسسة 65 اعتداء طالت المقدسات الفلسطينية والمسيحية ودور العبادة، و44 اعتداء على المؤسسات والجمعيات الخيرية من اقتحام ومصادرة وإغلاق معظمها في مدن الضفة الغربية، فضلاً عن الاعتداءات المتكررة على الصحفيين الفلسطينيين ومصادرة الأراضي وتصاعد وتيرة الاستيطان وإقامة الحواجز العسكرية وتقطيع المدن وغيرها من الانتهاكات المنافية لاتفاقات حقوق الإنسان والمحرمة دولياً. توسيع الاستيطان من جهته, أكد الباحث الفلسطيني في شؤون الاستيطان , جابر الطميزي , أن إسرائيل ضاعفت أعمالها الاستيطانية خلال فترة التهدئة بشكل كبير، وارتكبت عشرات الجرائم المتعلقة بهدم المنازل ومصادرة الأراضي وحرقها والاعتداء المباشر على المواطنين وخاصة المزارعين، كما اعتقلت آلاف المواطنين وقتلت العشرات. وأوضح الطميزي أن إسرائيل وسعت الاستيطان بالضفة الغربية بمعدل 22% منها 8% فقط في الخليل كبرى مدن الضفة الغربية، وذلك عبر مصادرة الأرض لصالح بناء المستوطنات أو الجدار الفاصل أو البؤر الاستيطانية. وذكر أن إسرائيل ربطت المستوطنات مع البؤر الاستيطانية ببناء مئات الوحدات, حيث أصبحت كلها مستوطنة واحدة، وبهذه الطريقة يصادر الاحتلال يوميا آلاف الأمتار من الأراضي. وأشار إلى أن إسرائيل أقامت مستوطنة جديدة تسمى «سنسانا بي» جنوب الضفة، وبنت آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في القدس. وأكد الطميزي أن المستوطنين ارتكبوا العديد من الجرائم بدعم وتغطية من جيش الاحتلال، ومقابل الاعتداءات الإسرائيلية لم يكن هناك سوى ردة فعلية فلسطينية تمثلت في الاحتجاجات السلمية والمظاهرات بالضفة الغربية، وحتى في غزة لم تكن الصواريخ بمثابة ردة فعل متكافئة مع جرائم الاحتلال. وتابع أن إسرائيل تريد فرض شروط استسلامية على الشعب الفلسطيني بالتهدئة التي تقيمها، ولا تريد أي رد على ما تقوم به.