شرعت أكاديمية "أويبْيا" للتكوين المهني، التي يتواجد مقرها الرئيسي في دوسلدورف بألمانيا، في تكوين خمسة وخمسين شابا مغربيا بكل من الدارالبيضاء وفاس من أجل فتح باب الشغل في وجههم بهذا البلد الأوروبي الباحث عن الفئات المؤهلة. وبدأت الأكاديمية المذكورة، اليوم الاثنين، تكوين هؤلاء الشباب المغاربة، الذين اختيروا من ضمن ما يناهز ثلاثة آلاف شاب خضعوا لامتحانات عديدة، لمدة ستة أشهر، يتوجهون بعدها إلى ألمانيا حيث يخضعون لتكوينات أخرى. ويهدف برنامج الأكاديمية، التي يشرف عليها المغربي رشيد الدبدوبي، إلى تكوين هؤلاء الشباب في اللغة الألمانية، خاصة المستعملة في المجال الصناعي، مع معرفة مميزات البلد وعاداته وقوانينه من أجل الاندماج وسط الشعب الألماني. "خمسة أشهر من التكوين سيخضع خلالها المشاركون لامتحانات في اللغة الألمانية، مع مرافقة بيداغوجية، وهذا لا يوجد في معاهد اللغات التي لا تركز على الجانب البيداغوجي، وكذا تهيئتهم لإجراء مقابلات العمل مع مسؤولي الشركات بألمانيا"، يقول البيداغوجي زكرياء، ثم يضيف: "سنحاول تكوينهم على العقلية الألمانية وطريقة اشتغالها في المجتمع وداخل مؤسسات العمل". وأشار المتحدث نفسه إلى أن "الأكاديمية ستعمل خلال هذه الفترة على أن يكون الشباب في المستوى، لا سيما في ما يتعلق باحترام التوقيت والانضباط، لكون ذلك من الأمور التي يقوم عليها الشعب الألماني". وأوضح الشاب المغربي أن "المستفيدين من هذا التكوين على مدى ستة أشهر لن يقدموا أي مبلغ مالي، عكس بعض المؤسسات التي تطلب مقابلا لذلك"، مضيفا أن "هؤلاء سيحصلون على منحة مالية صغيرة من مؤسسة ألمانية". بدوره، مدير الأكاديمية، رشيد الدبدوبي، قال إن "هذه الخطوة تندرج في إطار تغيير مفهوم الهجرة نحو أوروبا، خصوصا أن المواطنين يدفعون أموالا طائلة للوصول إلى هناك لكنهم يعانون الأمرين، وهذا أمر يحز في النفس"، مضيفا أنهم ينسقون مع السلطات الألمانية والمغربية من أجل تنظيم الهجرة. وأوضح الدبدوبي أنه "بعد هذه التجربة ونجاحها وتقديم صورة إيجابية عن المغاربة، ستتقدم ألمانيا بطلبات أخرى لجلب المغاربة، وبالتالي فهذا وجهنا، ونجاح هذه التجربة سيكون في صالح المغاربة"، على حد تعبيره. وأكد أن ما دفعه إلى خوض هذه التجربة "كون البلد الأوروبي يريد يدا عاملة مؤهلة ومكونة، ونحن نريد أن نقطع الطريق على بعض التجارب التي تتحايل على المواطنين المغاربة وتبيع الوهم للعائلات المغربية وتحصل على الأموال مقابل تهجير الشباب وتتركهم هناك بدون عمل وبدون توجيه".