يشكل تاريخ 21 مايو 1963 حدثا تاريخيا بامتياز و الذي جمع المغرب و ألمانيا ، حين وقعت المملكة المغربية مع الجمهورية الفيدرالية الألمانية عقدا تاريخيا لجلب اليد العاملة المغربية للديار الألمانية، ضمانا للانطلاقة الاقتصادية الهائلة لهذا البلد ما بعد الحرب العالمية الثانية، أو ما تسمى في ألمانيا ب"المعجزة الاقتصادية". منذ هذا التاريخ توافد على ألمانيا الكثير من المغاربة و أسسوا بها قواعد للجالية المغربية، و التي تقدر اليوم بأكثر من 140.000 مهاجرا مغربيا. هذه الجالية تعد أكبر جالية عربية بألمانيا حاليا و لعبت دورا محوريا في تنمية بلد الاقامة ألمانيا و بلد الأم المغرب. و هاهي اليوم تحتفل اليوم بمرور 50 سنة على الانطلاقة المنظمة لهجرتها إلى ألمانيا. و بمناسبة هذا الحدث التاريخي، ستقوم منظمة الخدمات الاجتماعية و الإرشادات بمدينة دوسلدورف الألمانية، بشراكة مع عدد من المؤسسات الألمانية و المغربية ، بالإشراف على احتفال ضخم لتكريم الجهود الجبارة، و الانجازات المتعددة التي حققتها الجالية المغربية خلال نصف قرن. هذا الاحتفال الذي يعد أكبر احتفال منسق على الصعيد الألماني يحمل شعار "نظرة على الماضي, تقييم الحاضر و تطلعات للمستقبل" ، و يرتكز على ثلاثة محاور: المحور الأول يكمن في التعريف أكثر بالجالية و رصد انجازاتها و المحور الثاني، يهدف إلى التعريف بالتحديات التي تواجه الجالية حاليا. بينما يهدف المحور الثالث الى ابتكار اساليب جديدة، و التكيف مع التطورات المستقبلية للجالية، لمزيد من الأندماج و التأطير و النهضة للجالية المغربية عامة. هذه المبادرة تضم أكثر من 20 مشروعا علميا وثقافيا واجتماعيا و تعليميا و إرشاديا ، و ستقام كلها من الثالث من مايو إلى الحادي و العشرين من يوليو 2013 بمدينة دوسلدورف و عدد من المدن الألمانية الأخرى. هذا إضافة إلى مشاركة الكثير من المنظمات الألمانية و المغربية في هذه الاحتفالات إلى جانب عدد من الوزراء و العلماء و الفنانين الالمان و المغاربة. ومنذ أكثر من عام قام مصمم و منسق هذه المبادرة السيد سامي شرشيرة, حامل الديبلوم في البيداغوجية الاجتماعية و خبير قضايا الهجرة بمجلس الاندماج للمجلس البلدي لمدينة دوسلدورف بإنجاز هذا المشروع الضخم كما قام بتهييء هذه الفعاليات ، و استطاع تحضير أنشطة عدة من بينها : معرض للصور الفوتوغرافية حول التنوع الإثني و اللغوي الجهوي الذي يفتخر به المغرب كمهد للحضارات. *عرض فيلم " جواهر الحزن " من إخراج المخرج الألماني-المغربي محمد نبيل، و انتاج ميا باراديس للإنتاج. *طاولات مستديرة تناقش العديد من قضايا الهجرة المغربية في ألمانيا. *حفلات تكريم الجالية المغربية عامة و المرأة المغربية خصوصا. *مسابقة لفن التصوير حول موضوع الحياة المغربية اليومية في ألمانيا. *عرض مسرحية حول واقع الشباب المغربي بالمهجر. *حفلات و فعاليات ثقافية خلال شهر رمضان للتعريف بالإسلام و ثقافته و تراثه في المغرب.