أشاد سفير ألمانيا المعتمد لدى المملكة المغربية، غوتس شميت بريم، بالتعاون الناجح بين البلدين في مجالات الأمن ومحاربة الهجرة غير الشرعية، مؤكدا أن "المغرب وألمانيا يعملان منذ الرئاسة المشتركة للمنتدى الدولي للهجرة والتنمية بنجاح". وكشف السفير الألماني، في لقاء صحافي يومه الثلاثاء بمقر سفارة بلاده بالرباط، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثلاثين لسقوط جدار برلين، أن ألمانيا قامت بترحيل 800 مهاجر مغربي غير شرعي من أراضيها في سنة 2018، في إطار التعاون المشترك الذي اتفق عليه مسبقا الملك محمد السادس والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وأوردت الأرقام الرسمية الصادرة عن السفارة الألمانية بالرباط أن 696 مغربيا تقدموا بطلبات اللجوء إلى ألمانيا إلى حدود يوليوز 2019، لكن لم تقبل منها سوى 6 طلبات فقط. وكانت ألمانيا أغلقت باب اللجوء في وجه المغاربة بعد تصنيفها للمملكة "بلدا آمنا"، وبالتالي رفضت معظم طلبات اللجوء التي يقدمها المغاربة لحظة وصولهم إلى أراضيها. وفي مقابل تشديد المراقبة على الهجرة غير القانونية، أكد السفير الألماني أن بلاده ستواصل دعمها للهجرة الشرعية كما هو "منصوص عليه في القانون الألماني الجديد المتعلق بهجرة اليد العاملة المؤهلة، بالإضافة إلى الاستمرار في إظهار المزيد من التضامن تجاه اللاجئين، وأيضا في مكافحة الهجرة غير الشرعية، وهي الهدف المشترك بين المغرب وألمانيا". ويرتقب أن يدخل قانون الهجرة الجديد في ألمانيا حيز التطبيق مع بداية شهر يناير من سنة 2020، للتغلب على نقص اليد العاملة المؤهلة في البلاد، الأمر الذي سيمنح فرصا كثيرة للمغاربة الحاصلين على شهادات في التكوين المهني. وفي جوابه على سؤال حول هجرة الكفاءات المغربية إلى ألمانيا، ردّ السفير بأنه لا توجد أرقام دقيقة حول عدد الأطباء والمهندسين المغاربة الموجودين في بلاده، لكنه أكد أن "هذا الأمر غير مطروح بحدة بالنسبة لألمانيا، لأن أغلب الكفاءات المغربية تقصد فرنسا وإسبانيا". واعتبر غوتس شميت بريم أن اللغة الألمانية تشكل عائقا أمام الكفاءات المغاربية للهجرة إلى ألمانيا، وكشف أنه عقد مع وزير التعليم المغربي، سعيد أمزازي، جلسة عمل من أجل التعاون المشترك في مجال تدريس اللغة الألمانية، لا سيما في المدارس والمعاهد التقنية، وهو ما من شأنه أن يسهل هجرة الكفاءات نحو ألمانيا، بحسب الدبلوماسي الألماني.