خاض أعضاء النقابة الوطنية للتعليم العالي وقفة احتجاجية بالولجة بسلا، تزامنا مع انعقاد اللقاء البيداغوجي الوطني الذي دعت إليه وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي حول نظام "الباشلور". وعبر الأساتذة الجامعيون عن رفضهم لما أسموه ب"المقاربة التجزيئية في ما يهم إصلاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي، والتسرع في إنزال الإصلاح البيداغوجي، والانتقاص من حصة التكوين الأكاديمي في مشروع الباشلور". كما أكد المحتجون عبر شعارات مرفوعة على رفضهم تغييب الدور الفعلي للأساتذة الباحثين في عملية الإعداد للإصلاح المرتقب، والاستهانة بمعضلة الموارد البشرية، ومحاولة الوزارة الأجرأة الأحادية لمشروع غير مكتمل، واستخفافها بالتزاماتها مع النقابة الوطنية للتعليم العالي. ودعا هؤلاء إلى مواصلة الترافع من أجل حمل المسؤولين على الوعي بدقة وخطورة الأزمة التي يمر منها التعليم العالي بالمغرب، والالتزام بالاتفاق المبرم مع النقابة الوطنية للتعليم العالي حول شمولية الإصلاح والارتقاء بالمرفق العمومي للتكوين والبحث العلمي. وقد ترأس سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، والوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، إدريس أوعويشة، اليوم السبت، الجلسة الافتتاحية للقاء البيداغوجي الوطني، الذي حمل شعار "البكالوريوس: جامعة متجددة من أجل طالب متفتح فاعل في تعلماته ومساره". وأكدت الوزارة أن اللقاء يأتي تنزيلا لورش الإصلاح البيداغوجي، الذي رسم محاور خارطته الملك محمد السادس في خطاب 20 غشت 2018، من أجل ملاءمة التكوينات مع حاجيات الشغل وتيسير اندماج الخريجين في الحياة العملية، وتفعيلا للمقتضيات الواردة في عدة مواد من القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، التي تنص على ضرورة اعتماد نظام بيداغوجي يستجيب لمتطلبات التنمية الوطنية، وينفتح على التجارب الدولية. كما يندرج اللقاء، حسب الوزارة، في إطار استكمال الجهود المبذولة لتنزيل الورش البيداغوجي الوطني الخاص بسلك البكالوريوس، الذي يعد محطة لتيسير اندماج الخريجين في الحياة العملية، مرورا بمتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، وصولا إلى إرساء ركائز مجتمع المعرفة. وشددت الوزارة على أن هذا اليوم البيداغوجي يشكل إحدى حلقات النقاش المنفتح على مختلف الفاعلين ممثلين في شخص المسؤولين عن الجامعات والمؤسسات الجامعية، وثلة من الأساتذة الباحثين، وخبراء في ميدان التربية والتكوين، من أجل التحاور والتشاور ومناقشة أهم مضامين نظام البكالوريوس وما يحتويه من إيجابيات تتعلق أساسا باستدراك وتجويد ما كان عليه الأمر سابقا في المنظومة ببعدها البيداغوجي ومضمونها الأكاديمي، وكذا فرصة للتداول والحوار حول الممارسات الفضلى للتجارب الناجحة عبر العالم، التي برهنت عن إيجابياتها العملية والفعلية ذات الوطء الإيجابي على تنمية وتطور المجتمعات. وأوردت أن اللقاء تقني تمهيدي سيعقبه تنظيم يوم وطني مع الشركاء الاجتماعيين والفاعلين في المنظومة يتوج بإرساء دعائم نظام البكالوريوس، والشروع في تنزيله بما يضمن الجودة المستدامة للمنظومة التعليمية. وقد قاطع الأساتذة الجامعيون المنضوون تحت لواء النقابة الوطنية للتعليم العالي هذا اللقاء، الذي تتواصل أشغاله طيلة اليوم السبت.