قال توماس رايلي، سفير المملكة المتحدة المعتمد لدى المملكة المغربية، إن "خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي لن يؤثر على علاقاتها مع المغرب، بل بالعكس ستتمكن المملكتان من فرصة اللقاء المباشر بعد أن كانت قناة الاتحاد القاري هي المؤطرة لتحركات ومبادلات الطرفين". وأضاف رايلي في لقاء مع الصحافة، مساء الخميس بمقر إقامته بالعاصمة الرباط، أن "العديد من الاتفاقيات سيتم تحسينها. وإلا، فإن بريكسيت سيكون بلا معنى في حالة استمرار ما جرى اعتماده إبان فترة الانضواء تحت راية الاتحاد الأوروبي". وأورد الدبلوماسي البريطاني أنه شخصيا حزين لخروج بلاده من الاتحاد الأوروبي، لكنه يعتبر نفسه موظفا لدى الشعب الذي اتخذ القرار بنفسه، مشددا على أن وزراء بلاده عازمون على "الاستمرار في نهج تمتين العلاقات مع المغرب". وأشار رايلي إلى أن "الحكومة البريطانية تعتبر المغرب قنطرة صوب القارة الإفريقية"، مسجلا أن بلاده ستسطر سياسية خارجية جديدة تقوم بالأساس على الثقة، والمغرب معني بها بالدرجة الأولى، موردا أن "بريكسيت يعطينا فرصة الانطلاق مجددا إلى العالم". وتابع المتحدث قائلا إن "بريطانيا اجتازت مرحلة مع الاتحاد الأوروبي. وبالنسبة إليها، فالوقت الحالي يفرض مزيدا من الانفتاح، خصوصا في ميدان التجارة"، وثمّن الطاقات الشابة الهائلة التي تحتضنها إفريقيا، واعتبر ذلك "أمرا مهما جدا بالنسبة لبريطانيا"، على حد تعبيره. وشدد السفير البريطاني على أن بلاده تنظر إلى الاتفاقيات التي ستجمعها مع المغرب بمقاربة رابح-رابح والشراكة المتوازنة، في احترام تام لحقوق الإنسان، والبيئة، والمستهلك، مؤكدا أن الرغبة تحذوه دائما لكي تكون علاقات البلدين متينة. وبشأن منطقة جبل طارق، قال رايلي إن "اتفاق بريكسيت سيدفع جبل طارق إلى النظر نحو الجنوب"، مسجلا أنه مركز تجاري مهم للمغرب وعليه أن يبحث داخله عن فرص أكبر، مؤكدا أنه سيظل متشبثا باتفاقيات متوازنة بين البلدين.