ينتظر أن يدخل اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي '' البريكسيت'' حيز التنفيذ في يناير المقبل، بعدما وافق الاتحاد الأوربي في أكتوبر الماضي ، على طلب بريطانيا تمديد مهلة بريكسيت حتى 31 يناير 2020". ويرى البعض أن دول شمال أفريقيا ومن بينها المغرب قد تتضرر من بريكسيت فيما يعتبر آخرون أن هناك العديد من الفرص الكامنة في بريكسيت وينبغي اقتناصها ، خاصة وأن المملكة وقعت اتفاقية مع بريطانيا في أكتوبر الماضي، فما هي انعكاسات البريكسيت على المغرب في علاقته ببريطانيا ودول الاتحاد الأوربي ؟
خالد الشكراوي المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأفريقية والعلاقات الدولية يرى أن علاقة المغرب ببريطانيا لاتختلف كثيرا عن علاقته بالاتحاد الأوربي، فعوض مجموعة دول سيكون لدينا اتفاقية مع دولة واحدة هي بريطانيا.
وأكد الشكراوي في حديث ل''الأيام24'' أن بريطانيا بخروجها من الاتحاد الأوربي سوف تحتاج إلى مجموعة من المواد وسوف تحتاج إلى فتح أسواقها لمواد كانت مرتبطة بالسوق الأوربية، وبهذا ستكون مصلحة المغرب مهمة جدا علما أن نموذج التعامل مع بريطانيا يختلف تماما عن نموذج التعامل مع الاتحاد الأوربي وبالأساس القوى التي كان المغرب في علاقة تقليدية معها كفرنسا .
وسياسيا يضيف المتحدث ذاته أن بريطانيا عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، والاتحاد الأوربي سيفقد جزءا كبيرا من قوته على مستوى مجلس الأمن على اعتبار أن بريطانيا قد تغرد في سرب آخر وهذا مهم بالنسبة للمغرب.
وأكد أن خطاب بريطانيا في أكتوبر كان جد ايجابي، ومواقفها قد تكون مفيدة في قضية الصحراء ويمكنها أن تكون مرتبطة بالموقف الأمريكي، وهو موقف براغماتي.
ولفت الشكراوي في السياق ذاته إلى أن علاقة بريطانيا بالمغرب علاقة خاصة ، العلاقة مع المتوسط وجبل طارق وعلاقتها مع اسبانيا تهم المغرب بشكل كبير، وبريطانيا كما المغرب ليست في مصلحتهما أن يدخلا في صراع والمغرب يمكن أن يلعب دورا كبيرا على مستوى التوازنات بين بريطانيا وإسبانيا .
وعن تأثير البريكسيت اقتصاديا، يرى الشكراوي انه يمكن أن يؤثر على بعض الاقتصاديات الأفريقية التي لها ارتباط مالي بلندن .
وخلص الخبير في العلاقات الدولية إلى أن الأمور لا يمكن أن تبقى على حالها دائما، وعلى المغرب أن لا ينتظر وان يستمر في فرض الأمر الواقع، شأن القرار الأخير لترسيم الحدود البحرية هو قرار جيد وتوقيته مهم، وهو يفرض أمرا واقعا لايمكن التراجع عنه.