السقوط من الطابق الثالث ينهي حياة أم بطنجة    أمن البيضاء يحقق مع جزائريين وماليين على خلفية دهس بين 7 أشخاص بسيارات رباعية    ميناء طنجة المتوسط يقوي قدراته اللوجستية باستثمار 4 مليارات درهم    الدرهم يتراجع بنسبة 1,18 في المائة مقابل الدولار الأمريكي بين شهري شتنبر وأكتوبر (بنك المغرب)    وقفات تضامنية مع غزة ولبنان بعدد من مدن المملكة        عدد وفيات مغاربة فالنسيا بسبب الفيضانات بلغ 5 ضحايا و10 مفقودين    الدريوش يتلقى استدعاء لتمثيل هولندا    بواسطة برلمانية.. وهبي يلتقي جمعية هيئات المحامين بالمغرب غدا السبت    فعاليات الملتقى الجهوي الثالث للتحسيس بمرض الهيموفيليا المنعقد بتطوان    مدافع الوداد جمال حركاس: تمثيل "أسود الأطلس" حلم تحقق        أكديطال تتجه لتشييد مصحة حديثة بالحسيمة لتقريب الرعاية الصحية    منظمات أمازيغية تراسل رئيس الجمهورية الفرنسية حول استثناء تعليم اللغة الأمازيغية    توقعات أحوال الطقس ليوم السبت    الوسيط يعلن نجاح الوساطة في حل أزمة طلبة الطب والصيدلة    سانت لوسيا تشيد بالمبادرات الملكية بشأن الساحل والمحيط الأطلسي    ابنة أردوغان: تمنيت أن أكون مغربية لأشارك من أسود الأطلس الدفاع عن فلسطين    حجوي: 2024 عرفت المصادقة على 216 نصا قانونيا    التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا لكرة السلة 2025.. المنتخب المغربي يدخل معسكرا تحضيريا    "جبهة نقابية" ترفض المس بالحق الدستوري في الإضراب وتستعد للاحتجاج    المغرب وفرنسا… إضاءة التاريخ لتحوّل جذري في الحاضر والمستقبل    الطفرة الصناعية في طنجة تجلعها ثاني أكبر مدينة في المغرب من حيث السكان    أسعار الغذاء العالمية ترتفع لأعلى مستوى في 18 شهرا    دوري الأمم الأوروبية.. دي لا فوينتي يكشف عن قائمة المنتخب الإسباني لكرة القدم    من مراكش.. انطلاق أشغال الدورة الثانية والعشرين للمؤتمر العالمي حول تقنية المساعدة الطبية على الإنجاب    ظاهرة "السليت والعْصِير" أمام المدارس والكلام الساقط.. تترجم حال واقع التعليم بالمغرب! (فيديو)    بيع أول لوحة فنية من توقيع روبوت بأكثر من مليون دولار في مزاد    مصدر من داخل المنتخب يكشف الأسباب الحقيقية وراء استبعاد زياش    وسيط المملكة يعلن عن نجاح تسوية طلبة الطب ويدعو لمواصلة الحوار الهادئ    "أيا" تطلق مصنع كبير لمعالجة 2000 طن من الفضة يوميا في زكوندر    كوشنر صهر ترامب يستبعد الانضمام لإدارته الجديدة    الهوية المغربية تناقَش بالشارقة .. روافدُ وصداماتٌ وحاجة إلى "التسامي بالجذور"    بعد 11 شهرا من الاحتقان.. مؤسسة الوسيط تعلن نهاية أزمة طلبة كلية الطب والصيدلة    هزة أرضية خفيفة نواحي إقليم الحوز    بحضور زياش.. غلطة سراي يلحق الهزيمة الأولى بتوتنهام والنصيري يزور شباك ألكمار    الجنسية المغربية للبطلان إسماعيل وإسلام نورديف    ارتفاع أسعار الذهب عقب خفض مجلس الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة    متوسط عدد أفراد الأسرة المغربية ينخفض إلى 3,9 و7 مدن تضم 37.8% من السكان        إدوارد سعيد: فلاسفة فرنسيون والصراع في الشرق الأوسط        تقييد المبادلات التجارية بين البلدين.. الجزائر تنفي وفرنسا لا علم لها    حظر ذ بح إناث الماشية يثير الجدل بين مهنيي اللحوم الحمراء    خمسة جرحى من قوات اليونيفيل في غارة إسرائيلية على مدينة جنوب لبنان    المنصوري: وزراء الPPS سيروا قطاع الإسكان 9 سنوات ولم يشتغلوا والآن يعطون الدروس عن الصفيح    طلبة الطب يضعون حدا لإضرابهم بتوقيع اتفاق مع الحكومة إثر تصويت ثاني لصالح العودة للدراسة    إسبانيا تمنع رسو سفن محملة بأسلحة لإسرائيل في موانئها    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    قد يستخدم في سرقة الأموال!.. تحذير مقلق يخص "شات جي بي تي"    "المعجم التاريخي للغة العربية" .. مشروع حضاري يثمرُ 127 مجلّدا بالشارقة    وزارة الصحة المغربية تطلق الحملة الوطنية للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية    خبراء أمراض الدم المناعية يبرزون أعراض نقص الحديد    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالسيدا يعلن تعيين الفنانة "أوم" سفيرة وطنية للنوايا الحسنة    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا تعني هزيمة حزب العمال لمستقبل بريطانيا؟

نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» مقالا للكاتب روبرت سيرمسلي، يقول فيه، إن ما تؤكده نتائج الانتخابات البريطانية هو أن البريكسيت سيحدث، مستدركا بأن انتصار بوريس جونسون سيضع مستقبل بريطانيا على المحك.
ويشير سيرمسلي إلى أن جونسون سيعود إلى ويسمنتستر بصفته سيدا للمشهد السياسي.
ويتساءل الكاتب في بداية مقاله، قائلا: «هل تريد الأخبار السارة أم السيئة؟ الأخبار السارة هي أن المماحكات والشلل السياسي الذي ساد بريطانيا على مدى السنوات الثلاث الماضية قد انتهى، فقد أصبح المسار إلى البريكسيت، سواء كان جيدا أم سيئا، معبدا، وقررت البلاد إدارة ظهرها للاشتراكية المتشددة، وأصبحت لديها حكومة مستقرة ذات غالبية».
ويرى الكاتب أن «النتائج هي انتصار شخصي عظيم لجونسون، لكن الأخبار السيئة هي أن البلاد ستكتشف أن شعار (لنخرج من الاتحاد الأوروبي) يحتاج لأكثر من اقتراع في الانتخابات، فيما سيعيد تدفق المشاعر القومية في إسكتلندا الدعوات لاستفتاء جديد على الاستقلال عن المملكة المتحدة».
ويجد سيرمسلي أنه «في ظل نشوة النصر، فإن الخوف هو أن يحقق المحافظون الخروج من الاتحاد الأوروبي لكنهم سيخسرون المملكة المتحدة، فقد أصبح البريكسيت واقعا، ولن يكون هناك استفتاء ثان عليه، وربما كان شعار جونسون (دعونا ننتهي من البريكسيت) مضللا، ولا تعني نهاية الجزء الأصعب وكل ما حدث في الانتخابات هو أن النقاش حوله قد انتهى».
ويستدرك الكاتب بأنه «رغم هذا كله، فإن السنوات المقبلة ستكون عن تأمين الخروج من الاتحاد الأوروبي، ولا تعني بالضرورة عودة السياسة إلى حالتها الطبيعية، بل ستضاف عليها مشكلة أخرى، وهي محاولة الحفاظ على إسكتلندا في الاتحاد».
ويلفت سيرمسلي إلى أنه «على الصعيد الشخصي، فإنه يمكن لجونسون أن يتفاخر بأن مقامرته حققت أهدافها، وتم إثبات صحة استراتيجيته، ولهذا السبب سيعود إلى مجلس العموم بصفته سيدا للمشهد السياسي، وأول زعيم محافظ يحقق غالبية منذ مارغريت تاتشر عام 1987».
ويفيد الكاتب بأن «فريق الخروج الذي جمعه حوله استطاع إدارة حملة انتخابية منضبطة وفعالة، ونجحت أيضا استراتيجيته للدفع في مناطق العمال التقليدية في الشمال وميدلاندز، التي صوت الناخبون فيها للخروج، واستطاع الفوز بمقاعد يسيطر عليها العمال منذ ثلاثينيات القرن الماضي».
ويستدرك سيرمسلي بأن «الثمن دفع في مناطق الداعين للبقاء، خاصة في لندن وإسكتلندا، ومزق أعداؤه ضد حكومة ضعيفة عاجزة منقسمة قادها جيرمي كوربين، ما أدى إلى خسارة فادحة للعمال هي الأسوأ منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وهي خسارة تشجب قيادته».
ويقول الكاتب إن «الحزب واجه صخرتين: الأولى مواقفه المترددة من البريكسيت، والثانية شخصية زعيمه وبرنامجه اليساري، ومن هنا خشي كوربين من التحالف مع الداعين للخروج لئلا يخسر قواعده، وأهم من هذا كله، هو أن قواعد الحزب التقليدية لم تؤمن به ليكون رئيسا للوزراء».
ويعلق سيرمسلي قائلا، إن «قيام قادة الحزب بتأكيد طهارتهم ووضعها فوق حاجيات الناس الذين تطلعوا لقيادة منتخبة يعد خيانة، ولهذا كله يجب إخراج مؤيدي كوربين من السيطرة على الحزب، لكنهم لن يتنازلوا بسهولة، حيث سيلقون اللوم على البريكسيت وجماعة توني بلير والإعلام».
وينوه الكاتب إلى أن «أحلام الليبراليين الديمقراطيين تلاشت من خلال تأكيد البقاء نتيجة لحملتهم الضعيفة، التي كلفت زعيمة الحزب جو سوينسون مقعدها، ولم ينتصر إلا الحزب الإسكتلندي، الذي سيتأكد من بقاء ملف الاستقلال حاضرا في النقاش السياسي».
ويقول سيرمسلي إن «جونسون سيحاول التعجيل بالخروج للوفاء بموعده في نهاية يناير، لكنه قد يخفف من موقفه حول تمديد الفترة، خاصة أنه لا يتعرض للضغوط الكبيرة من حزبه، لكنه سيواجه عاما من المفاوضات الصعبة مع الاتحاد الأوروبي والاتفاق على وضعية بريطانيا وعلاقتها المستقبلية».
ويشير الكاتب إلى أن «الأسواق رحبت في الوقت ذاته باليقين السياسي وغياب شبح فوز كوربين، إلا أنها ستظل متأثرة بالبريكسيت، وستعطي الغالبية في البرلمان مساحة لجونسون للتنفس في المجال المحلي، والتركيز على النفقات في مشاريع البنية التحتية».
ويذكر سيرمسلي أن «جونسون وعد بأنه سيحكم (أمة واحدة)، لكن هذا لا يعني ليبرالية اشتراكية، فحصل المحافظون على ناخبين جدد، معظمهم من المناطق الفقيرة التي تعتمد على المساعدة الحكومية، فقد ساعد البريكسيت المحافظين على التواصل مع الطبقات الفقيرة والعاملة، ويجب على جونسون الوفاء بوعوده وإنهاء التقشف، فمن يريدون الحفاظ على ضريبة أقل ونفقات أقل، يريدون التعود على المشهد السياسي الجديد».
ويقول الكاتب إن «على جونسون فهم أن حكومته ستظل متأثرة بقوى خارجة عن سيطرته، مثل مفاوضاته التجارية مع الاتحاد الأوروبي، وحملة إسكتلندا للاستقلال، ولم ينته القتال بعد، لكنه بحاجة إلى استراتيجية جديدة لمواجهة التحديات».
ويختم سيرمسلي مقاله بالقول: «في النهاية فإن الانتخابات تعد لحظة مهمة لبريطانيا، وتعبر عن نهاية بريطانيا بصفتها عضوا في الاتحاد الأوروبي، والتحدي هو وقف القومية الإسكتلندية عن تحويل النتائج إلى نهاية للبلد».
هكذا ساهم البريكسيت بهزيمة حزب العمال
نشرت صحيفة «الغارديان» مقالا للصحافي رفائيل بيهر، يقول فيه إن الجيل الجديد من ناخبي حزب المحافظين ستكون له توقعات اقتصادية واجتماعية وثقافية لن يكون الحزب مهيئا لتقديمها.
ويقول بيهر في مقاله إن «المصوتين الذين دفعوا بوريس جونسون ثانية إلى رئاسة الوزراء لم يصادقوا على حزب المحافظين بصفته حزبا جديدا يرتدي ألوان المحافظين القديمة، ولا يزال هناك المزيد من النتائج، لكن خسارة العمال لدوائر بلايث فالي ووركنغتون ودارلينغتون للمحافظين، قد تبرز رمزية لبداية ليلة مظلمة لحزب العمال «.
ويشير الكاتب إلى أن «مقعد نورثمبلاند كان بعيدا عن أيدي المحافظين لأجيال، وكان محميا بغالبية 7915 صوتا، إلا أن هذا الحاجز الانتخابي انهار، والملاحظ أن مرشح حزب بريكسيت كسب 3394 صوتا آخر، ما يشير إلى رغبة محلية شديدة في مغادرة الاتحاد الأوروبي لانتخاب مرشح جونسون وبعض الأصوات لتضييعها على حزب نايجل فاراج الذي كان له مرشح في الدائرة».
ويقول بيهر إن «القوة السياسية الجديدة للبريكسيت، التي أعقبت عام 2016، أصبحت قوة جذب مغناطيسية كبيرة على مقاعد حزب العمال في قلب المناطق العمالية التقليدية، التي لم تعد البوصلة السياسية القديمة تعمل فيها بعد الآن».
ويعلق الكاتب قائلا إنه «من التبسيط الزائد عزو انهيار حزب العمال إلى الحساسية البالغة التي تعامل فيها مع البريكسيت، فركز مؤيدو جيرمي كوربين على هذا البعد، جزئيا لأنه عامل كبير، ورغبة منهم في حماية زعيم الحزب شخصيا وسياسته الاقتصادية من اللوم، وفي الواقع فإن أي شخص زار الدوائر التي استهدفها المحافظون خلال الحملة أدرك أن هناك مشكلتين لدى المعارضة: عدم الصبر على التأخير في الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، ونفور من زعيم حزب العمال».
ويلفت بيهر إلى أن «استراتيجية حملة جونسون احتاجت لهاتين القوتين لدفع الناخبين الراغبين في مغادرة الاتحاد الأوروبي إلى صندوق الاقتراع، لمنع كوربين من الوصول، ودعم جونسون الذي كان شعار حملته (لننجز البريكسيت)، فكان الأمران ضروريين للتجديد».
ويجد الكاتب أنه «بدا من النتائج الأولية أن الاستراتيجية كانت ناجحة، وكان التأرجح من العمال إلى المحافظين في أول ثلاثة مقاعد تم الإعلان عن نتائجها بنسبة 8.3%، وأصبحت المقاعد المضمونة للمحافظين في الجنوب أكثر ضمانا، في الوقت الذي أصبحت فيه المقاعد المضمونة للعمال في أجزاء من أواسط إنجلترا وشمالها -في واشنطن وسندرلاند الغربية مثلا- أكثر هامشية».
ويقول بيهر: «يجب أن يكون من الصعب جدا لحزب في الحكم أن يحصل على تحرك لصالحه، ناهيك أن يكون بالحجم الذي شهدناه الليلة الفائتة، فقد قضى المحافظون في السلطة تسع سنوات، وهاجم العمال ذلك السجل بلا هوادة خلال الحملة ومع ذلك تراجعوا في قلاعهم الانتخابية، وفي أكثر من قرن، لم يخسر حزب مقاعد بعد قضاء فترة طويلة في المعارضة، وتحدى حزب المحافظين الخواص المادية للبندول السياسي».
ويرى الكاتب أن «التداعيات لمستقبل السياسة البريطانية عميقة، وليس ذلك فقط لأن جونسون سيتمتع بحرية الحكم دون إعاقة من البرلمان، الذي ستكون أكثريته قائمة على مقاعد اكتسبها حزبه فيها عشرات آلاف الناخبين الذين ما كانوا حتى ليتخيلوا قبل فترة ليست ببعيدة أن يكون لديهم عضو برلمان محافظ، ناهيك عن التصويت له، فهو حصل على هذا التفويض من أناس لا يرون أنفسهم محافظين نموذجيين، ولديهم توقعات اقتصادية واجتماعية وثقافية من الحكومة، يفتقد حزب المحافظين القديم المقدرة على توفيرها».
ويؤكد بيهر أن «المظالم والإحباطات التي أدت إلى دعم قوي لبريكسيت عام 2016، لن يرضيها مجرد مغادرة الاتحاد الأوروبي في يناير، مع أن التحقيق القانوني لذلك يبدو الآن أكيدا، ومع أنه يمكن أن يكون جونسون واثقا من تحقيق المتطلبات الفنية (لإنجاز البريكسيت)، إلا أن علاقته مع المصوتين الجدد، الذين صوتوا بناء على مغادرة الاتحاد الأوروبي، قد تتوتر بسرعة بسبب حقيقة ماذا سيكسبون وماذا سيقدم لهم من البريكسيت».
ويبين الكاتب أن «التشكك العميق من المحافظين كفكرة ليس من السهل إزالته عن طريق الزعيم، حتى لو تجاوز بوريس بنجاح التحفظات التي منعت الناس من تأييد سلفه».
وينوه بيهر إلى أن «هناك الكثير من التيارات الأخرى التي تسري في الانتخابات، ولا نزال لم نر كيف استخدمت ملايين الأصوات التي كانت ضد البريكسيت في الأماكن التي كان يجب فيها إفشال جونسون، كما يبدو أن ليلة حزب الديمقراطيين الأحرار كانت سيئة جدا أيضا، وسيكون مستقبل إسكتلندا موضوعا مهما، لكن إلى الآن يبدو أن إنجاز رئيس الوزراء الجديد هو كسب مصوتين جدد دون خسارة الكثير من المصوتين المحافظين التقليديين في أماكن أخرى».
ويختم الكاتب مقاله بالقول: «من منظور آخر: جند ناخبو البريكسيت وسيلة جديدة لتحقيق مصالحهم ومطالبهم، وسيلة ترتدي زي أقدم حزب سياسي بريطاني، وهي وسيلة مناسبة إلى الآن، لكن لنرى كيف يكون أداؤها عندما يكون إنجاز البريكسيت أكثر من مجرد شعار».
نتائج الانتخابات تعلن عن حقبة سياسية جديدة
نشرت صحيفة «التايمز» مقالا تحليليا للمحرر السياسي أوليفر رايت، يقول فيه إن نتائج الانتخابات العامة، التي أعلن عنها صباح الجمعة، وفاز فيها حزب المحافظين بغالبية ساحقة، تؤشر إلى عهد سياسي جديد.
ويقول رايت إن «الجدار الأحمر، أي حزب العمال، لم يخترق، لكنه دمر، حيث لم تعد مناطق عمالية تقليدية، مثل وركينغتون وستوك أون ترينت ودادلي وبلايث فالي وبولسفر، الواقعة في الشمال، وميدلاندز، التي ظلت عمالية ولأجيال طويلة». ويشير الكاتب إلى أن «النتائج الأخيرة للانتخابات ستكشف عن أداء سيئ للحزب لم يشهد مثله منذ عام 1935، فيما حقق حزب المحافظين أكبر غالبية له في البرلمان منذ مارغريت تاتشر عام 1987».
ويفيد رايت بأن «جيرمي كوربين والبريكسيت أقنعا الناخبين التقليديين بعمل أمر لم يفعله أجدادهم أبدا، وهو التصويت لحزب المحافظين وبأعداد كبيرة، وكانت النتائج أسوأ مما توقعته استطلاعات حزب العمال، فقد تراجعت حصته في بعض المناطق من 10.9% إلى 6.3% من الأصوات، خاصة في المناطق التي صوتت لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي».
ويجد الكاتب أنه «بالمقارنة، فإن حزب المحافظين استطاع الحصول على مقاعده الرئيسية في البلاد، ومقاعد لم يحلم أبدا بالحصول عليها، مثل انتصار مرشحه في منطقة كيزنغتون في لندن، وفي إسكتلندا حقق الحزب الوطني الإسكتلندي أفضل نتائجه في ليلة الانتخابات، حيث حصل على 50 من 59 مقعدا مخصصا لإسكتلندا، وسيحاول الحزب الذي سيظل في المعارضة التأكد من عدم نهاية مطالب الإسكتلنديين باستفتاء ثان على الاستقلال عن المملكة المتحدة».
ويلفت رايت إلى أن «من النتائج المثيرة أن زعيمة حزب الليبراليين الديمقراطيين، جو سوينسون، مقعدها، ما يطرح سؤالا حول وجودها بعد فشلها في إقناع الناخبين البريطانيين بالبقاء في الاتحاد الأوروبي».
ويقول الكاتب: «عندما ينجلي الغبار ستعرف تداعيات انتصار المحافظين على النظام السياسي البريطاني، وما تعنيه النتائج لحزب العمال المنهزم وللمنتصرين من المحافظين وللبريكسيت، وسيدخل حزب العمال البرلمان دون قوة، وسيذهب كوربين حيث ستبدأ معركة على روح الحزب بين مؤيديه الذين يريدون انتخاب واحد منهم، والبقية التي تحاول سحب الحزب مرة أخرى إلى الوسط، وسيحاول المؤيدون إلقاء تبعة الهزيمة على الرسائل المتضاربة من البريكسيت، أما البقية فستنسب الهزيمة إلى السياسات غير الواقعية والعملية التي قدمها كوربين وحزبه في الحملة الانتخابية، والمخاطر هي أن تجري المعركة على رئاسة الحزب بناء على البريكسيت».
وينوه رايت إلى أن «الحزب لن يعود إلى الحياة إلا عام 2024، في ضوء سيطرة المحافظين على البرلمان، وعندها ستكون علاقة بريطانيا مع أوروبا مختلفة، وسيواجه الحزب تحديا لمراجعة التحالف التقليدي بين الطبقة العاملة في الشمال وميدلاندز والطبقة المتعلمة في المدن، وإن ما تزال ذات معنى».
ويتساءل الكاتب عما إذا كان الحزب سيقوم بمحاولة استعادة المناطق التي خسرها للمحافظين، أو تشكيل سياسة جديدة لا تعتمد على القواعد التقليدية، قائلا إن هذا الأمر لن يكون سهلا.
ويستدرك رايت بأن «نتائج الانتخابات تعد تحديا لبوريس جونسون أيضا، فهو سيعود إلى ويستمنستر بغالبية ساحقة، إلا أنه حقق هذا على ظهور الناخبين الذين صوتوا له بتردد، وأظهرت الاستطلاعات المتعددة عدم وجود حماس كبير لجونسون وحزبه بين الناخبين الجدد، وصوتوا له ليحل معضلة البريكسيت، ولأن البدائل الأخرى لم تعجبهم».
ويقول رايت إن «المجموعة البرلمانية ستكون مختلفة أيضا، فمع أن جونسون تعهد بقيادة البلد كله وتمثيله، إلا أن النواب الجدد قد يطالبون بتغيير أيديولوجية الحزب بعدما تغيرت طبيعة الناخبين».
ويبين الكاتب أنه «بعد الانتهاء من البريكسيت، فسيكون جونسون أمام تحديات وضغوط لتلبية وعوده لمن انتخبوه، والمشكلة أن الناخبين الجدد مختلفون في نظرتهم للقواعد التقليدية للحزب، ولهذا سيكونون ناقدين لقراراته بشأن قطع أو زيادة الضريبة في المناطق التي لم يكن الحزب يلقي لها بالا».
ويرى رايت أنه «ستكون للانتخابات تداعيات غير متوقعة، فجونسون المتحرر الآن من قيود البرلمان سيقوم بالتفاوض مع الاتحاد الأوروبي حول خطة الخروج، فالمتطرفون يريدون خروجا واضحا دون تنازلات وباتفاق تجاري عادل مع أوروبا، وهو ما وعد جونسون بعمله، مع أنه لن يكون مجبرا على هذا، خاصة أن مسارا كهذا سيؤثر على الاقتصاد، ويخرب علاقته مع الناخبين الجدد، ومن هنا فإنه قد يحاول تبني خروج لين وتدريجي».
ويجد الكاتب أن «ما يهم في النهاية، هو أن حزب المحافظين خرق القاعدة في السياسة البرلمانية، حيث أصبحت له غالبية ساحقة، وذلك بعد عقود من برلمانات معلقة وأحزاب دون غالبية».
ويختم رايت مقاله بالقول إن «هذه النتائج لن تكون ترياقا للانقسام الذي تسبب به قرار الخروج، بل ستضع البلاد على طريق جديد لحلها».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.