تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال في مطار الجزائر بعد انتقاده لنظام الكابرانات    الحكومة تُعزز حماية تراث المغرب وتَزيد استيراد الأبقار لتموين سوق اللحوم    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    بورصة البيضاء تنهي التداولات ب "انخفاض"    رسميا.. اعتماد بطاقة الملاعب كبطاقة وحيدة لولوج الصحفيين والمصورين المهنيين للملاعب    البيت الأبيض يرفض قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت    تحطم طائرة تدريب تابعة للقوات الجوية الملكية بداخل القاعدة الجوية ببنسليمان    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    خلوة مجلس حقوق الإنسان بالرباط: اجتماع للتفكير وتبادل الآراء بشأن وضعية المجلس ومستقبله    سلطات القنيطرة تُعلن عن قرار سار لجماهير اتحاد طنجة    يخص حماية التراث.. مجلس الحكومة يصادق على مشروع قانون جديد    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    توقيف شخصين بطنجة وحجز 116 كيلوغراماً من مخدر الشيرا    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان    الجديدة.. الدرك يحبط في أقل من 24 ساعة ثاني عملية للاتجار بالبشر    برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس من رئيسة مقدونيا الشمالية بمناسبة عيد الاستقلال    القنيطرة تحتضن ديربي "الشمال" بحضور مشجعي اتحاد طنجة فقط    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    "الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا        وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    من الحمى إلى الالتهابات .. أعراض الحصبة عند الأطفال    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا تعني هزيمة حزب العمال لمستقبل بريطانيا؟

نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» مقالا للكاتب روبرت سيرمسلي، يقول فيه، إن ما تؤكده نتائج الانتخابات البريطانية هو أن البريكسيت سيحدث، مستدركا بأن انتصار بوريس جونسون سيضع مستقبل بريطانيا على المحك.
ويشير سيرمسلي إلى أن جونسون سيعود إلى ويسمنتستر بصفته سيدا للمشهد السياسي.
ويتساءل الكاتب في بداية مقاله، قائلا: «هل تريد الأخبار السارة أم السيئة؟ الأخبار السارة هي أن المماحكات والشلل السياسي الذي ساد بريطانيا على مدى السنوات الثلاث الماضية قد انتهى، فقد أصبح المسار إلى البريكسيت، سواء كان جيدا أم سيئا، معبدا، وقررت البلاد إدارة ظهرها للاشتراكية المتشددة، وأصبحت لديها حكومة مستقرة ذات غالبية».
ويرى الكاتب أن «النتائج هي انتصار شخصي عظيم لجونسون، لكن الأخبار السيئة هي أن البلاد ستكتشف أن شعار (لنخرج من الاتحاد الأوروبي) يحتاج لأكثر من اقتراع في الانتخابات، فيما سيعيد تدفق المشاعر القومية في إسكتلندا الدعوات لاستفتاء جديد على الاستقلال عن المملكة المتحدة».
ويجد سيرمسلي أنه «في ظل نشوة النصر، فإن الخوف هو أن يحقق المحافظون الخروج من الاتحاد الأوروبي لكنهم سيخسرون المملكة المتحدة، فقد أصبح البريكسيت واقعا، ولن يكون هناك استفتاء ثان عليه، وربما كان شعار جونسون (دعونا ننتهي من البريكسيت) مضللا، ولا تعني نهاية الجزء الأصعب وكل ما حدث في الانتخابات هو أن النقاش حوله قد انتهى».
ويستدرك الكاتب بأنه «رغم هذا كله، فإن السنوات المقبلة ستكون عن تأمين الخروج من الاتحاد الأوروبي، ولا تعني بالضرورة عودة السياسة إلى حالتها الطبيعية، بل ستضاف عليها مشكلة أخرى، وهي محاولة الحفاظ على إسكتلندا في الاتحاد».
ويلفت سيرمسلي إلى أنه «على الصعيد الشخصي، فإنه يمكن لجونسون أن يتفاخر بأن مقامرته حققت أهدافها، وتم إثبات صحة استراتيجيته، ولهذا السبب سيعود إلى مجلس العموم بصفته سيدا للمشهد السياسي، وأول زعيم محافظ يحقق غالبية منذ مارغريت تاتشر عام 1987».
ويفيد الكاتب بأن «فريق الخروج الذي جمعه حوله استطاع إدارة حملة انتخابية منضبطة وفعالة، ونجحت أيضا استراتيجيته للدفع في مناطق العمال التقليدية في الشمال وميدلاندز، التي صوت الناخبون فيها للخروج، واستطاع الفوز بمقاعد يسيطر عليها العمال منذ ثلاثينيات القرن الماضي».
ويستدرك سيرمسلي بأن «الثمن دفع في مناطق الداعين للبقاء، خاصة في لندن وإسكتلندا، ومزق أعداؤه ضد حكومة ضعيفة عاجزة منقسمة قادها جيرمي كوربين، ما أدى إلى خسارة فادحة للعمال هي الأسوأ منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وهي خسارة تشجب قيادته».
ويقول الكاتب إن «الحزب واجه صخرتين: الأولى مواقفه المترددة من البريكسيت، والثانية شخصية زعيمه وبرنامجه اليساري، ومن هنا خشي كوربين من التحالف مع الداعين للخروج لئلا يخسر قواعده، وأهم من هذا كله، هو أن قواعد الحزب التقليدية لم تؤمن به ليكون رئيسا للوزراء».
ويعلق سيرمسلي قائلا، إن «قيام قادة الحزب بتأكيد طهارتهم ووضعها فوق حاجيات الناس الذين تطلعوا لقيادة منتخبة يعد خيانة، ولهذا كله يجب إخراج مؤيدي كوربين من السيطرة على الحزب، لكنهم لن يتنازلوا بسهولة، حيث سيلقون اللوم على البريكسيت وجماعة توني بلير والإعلام».
وينوه الكاتب إلى أن «أحلام الليبراليين الديمقراطيين تلاشت من خلال تأكيد البقاء نتيجة لحملتهم الضعيفة، التي كلفت زعيمة الحزب جو سوينسون مقعدها، ولم ينتصر إلا الحزب الإسكتلندي، الذي سيتأكد من بقاء ملف الاستقلال حاضرا في النقاش السياسي».
ويقول سيرمسلي إن «جونسون سيحاول التعجيل بالخروج للوفاء بموعده في نهاية يناير، لكنه قد يخفف من موقفه حول تمديد الفترة، خاصة أنه لا يتعرض للضغوط الكبيرة من حزبه، لكنه سيواجه عاما من المفاوضات الصعبة مع الاتحاد الأوروبي والاتفاق على وضعية بريطانيا وعلاقتها المستقبلية».
ويشير الكاتب إلى أن «الأسواق رحبت في الوقت ذاته باليقين السياسي وغياب شبح فوز كوربين، إلا أنها ستظل متأثرة بالبريكسيت، وستعطي الغالبية في البرلمان مساحة لجونسون للتنفس في المجال المحلي، والتركيز على النفقات في مشاريع البنية التحتية».
ويذكر سيرمسلي أن «جونسون وعد بأنه سيحكم (أمة واحدة)، لكن هذا لا يعني ليبرالية اشتراكية، فحصل المحافظون على ناخبين جدد، معظمهم من المناطق الفقيرة التي تعتمد على المساعدة الحكومية، فقد ساعد البريكسيت المحافظين على التواصل مع الطبقات الفقيرة والعاملة، ويجب على جونسون الوفاء بوعوده وإنهاء التقشف، فمن يريدون الحفاظ على ضريبة أقل ونفقات أقل، يريدون التعود على المشهد السياسي الجديد».
ويقول الكاتب إن «على جونسون فهم أن حكومته ستظل متأثرة بقوى خارجة عن سيطرته، مثل مفاوضاته التجارية مع الاتحاد الأوروبي، وحملة إسكتلندا للاستقلال، ولم ينته القتال بعد، لكنه بحاجة إلى استراتيجية جديدة لمواجهة التحديات».
ويختم سيرمسلي مقاله بالقول: «في النهاية فإن الانتخابات تعد لحظة مهمة لبريطانيا، وتعبر عن نهاية بريطانيا بصفتها عضوا في الاتحاد الأوروبي، والتحدي هو وقف القومية الإسكتلندية عن تحويل النتائج إلى نهاية للبلد».
هكذا ساهم البريكسيت بهزيمة حزب العمال
نشرت صحيفة «الغارديان» مقالا للصحافي رفائيل بيهر، يقول فيه إن الجيل الجديد من ناخبي حزب المحافظين ستكون له توقعات اقتصادية واجتماعية وثقافية لن يكون الحزب مهيئا لتقديمها.
ويقول بيهر في مقاله إن «المصوتين الذين دفعوا بوريس جونسون ثانية إلى رئاسة الوزراء لم يصادقوا على حزب المحافظين بصفته حزبا جديدا يرتدي ألوان المحافظين القديمة، ولا يزال هناك المزيد من النتائج، لكن خسارة العمال لدوائر بلايث فالي ووركنغتون ودارلينغتون للمحافظين، قد تبرز رمزية لبداية ليلة مظلمة لحزب العمال «.
ويشير الكاتب إلى أن «مقعد نورثمبلاند كان بعيدا عن أيدي المحافظين لأجيال، وكان محميا بغالبية 7915 صوتا، إلا أن هذا الحاجز الانتخابي انهار، والملاحظ أن مرشح حزب بريكسيت كسب 3394 صوتا آخر، ما يشير إلى رغبة محلية شديدة في مغادرة الاتحاد الأوروبي لانتخاب مرشح جونسون وبعض الأصوات لتضييعها على حزب نايجل فاراج الذي كان له مرشح في الدائرة».
ويقول بيهر إن «القوة السياسية الجديدة للبريكسيت، التي أعقبت عام 2016، أصبحت قوة جذب مغناطيسية كبيرة على مقاعد حزب العمال في قلب المناطق العمالية التقليدية، التي لم تعد البوصلة السياسية القديمة تعمل فيها بعد الآن».
ويعلق الكاتب قائلا إنه «من التبسيط الزائد عزو انهيار حزب العمال إلى الحساسية البالغة التي تعامل فيها مع البريكسيت، فركز مؤيدو جيرمي كوربين على هذا البعد، جزئيا لأنه عامل كبير، ورغبة منهم في حماية زعيم الحزب شخصيا وسياسته الاقتصادية من اللوم، وفي الواقع فإن أي شخص زار الدوائر التي استهدفها المحافظون خلال الحملة أدرك أن هناك مشكلتين لدى المعارضة: عدم الصبر على التأخير في الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، ونفور من زعيم حزب العمال».
ويلفت بيهر إلى أن «استراتيجية حملة جونسون احتاجت لهاتين القوتين لدفع الناخبين الراغبين في مغادرة الاتحاد الأوروبي إلى صندوق الاقتراع، لمنع كوربين من الوصول، ودعم جونسون الذي كان شعار حملته (لننجز البريكسيت)، فكان الأمران ضروريين للتجديد».
ويجد الكاتب أنه «بدا من النتائج الأولية أن الاستراتيجية كانت ناجحة، وكان التأرجح من العمال إلى المحافظين في أول ثلاثة مقاعد تم الإعلان عن نتائجها بنسبة 8.3%، وأصبحت المقاعد المضمونة للمحافظين في الجنوب أكثر ضمانا، في الوقت الذي أصبحت فيه المقاعد المضمونة للعمال في أجزاء من أواسط إنجلترا وشمالها -في واشنطن وسندرلاند الغربية مثلا- أكثر هامشية».
ويقول بيهر: «يجب أن يكون من الصعب جدا لحزب في الحكم أن يحصل على تحرك لصالحه، ناهيك أن يكون بالحجم الذي شهدناه الليلة الفائتة، فقد قضى المحافظون في السلطة تسع سنوات، وهاجم العمال ذلك السجل بلا هوادة خلال الحملة ومع ذلك تراجعوا في قلاعهم الانتخابية، وفي أكثر من قرن، لم يخسر حزب مقاعد بعد قضاء فترة طويلة في المعارضة، وتحدى حزب المحافظين الخواص المادية للبندول السياسي».
ويرى الكاتب أن «التداعيات لمستقبل السياسة البريطانية عميقة، وليس ذلك فقط لأن جونسون سيتمتع بحرية الحكم دون إعاقة من البرلمان، الذي ستكون أكثريته قائمة على مقاعد اكتسبها حزبه فيها عشرات آلاف الناخبين الذين ما كانوا حتى ليتخيلوا قبل فترة ليست ببعيدة أن يكون لديهم عضو برلمان محافظ، ناهيك عن التصويت له، فهو حصل على هذا التفويض من أناس لا يرون أنفسهم محافظين نموذجيين، ولديهم توقعات اقتصادية واجتماعية وثقافية من الحكومة، يفتقد حزب المحافظين القديم المقدرة على توفيرها».
ويؤكد بيهر أن «المظالم والإحباطات التي أدت إلى دعم قوي لبريكسيت عام 2016، لن يرضيها مجرد مغادرة الاتحاد الأوروبي في يناير، مع أن التحقيق القانوني لذلك يبدو الآن أكيدا، ومع أنه يمكن أن يكون جونسون واثقا من تحقيق المتطلبات الفنية (لإنجاز البريكسيت)، إلا أن علاقته مع المصوتين الجدد، الذين صوتوا بناء على مغادرة الاتحاد الأوروبي، قد تتوتر بسرعة بسبب حقيقة ماذا سيكسبون وماذا سيقدم لهم من البريكسيت».
ويبين الكاتب أن «التشكك العميق من المحافظين كفكرة ليس من السهل إزالته عن طريق الزعيم، حتى لو تجاوز بوريس بنجاح التحفظات التي منعت الناس من تأييد سلفه».
وينوه بيهر إلى أن «هناك الكثير من التيارات الأخرى التي تسري في الانتخابات، ولا نزال لم نر كيف استخدمت ملايين الأصوات التي كانت ضد البريكسيت في الأماكن التي كان يجب فيها إفشال جونسون، كما يبدو أن ليلة حزب الديمقراطيين الأحرار كانت سيئة جدا أيضا، وسيكون مستقبل إسكتلندا موضوعا مهما، لكن إلى الآن يبدو أن إنجاز رئيس الوزراء الجديد هو كسب مصوتين جدد دون خسارة الكثير من المصوتين المحافظين التقليديين في أماكن أخرى».
ويختم الكاتب مقاله بالقول: «من منظور آخر: جند ناخبو البريكسيت وسيلة جديدة لتحقيق مصالحهم ومطالبهم، وسيلة ترتدي زي أقدم حزب سياسي بريطاني، وهي وسيلة مناسبة إلى الآن، لكن لنرى كيف يكون أداؤها عندما يكون إنجاز البريكسيت أكثر من مجرد شعار».
نتائج الانتخابات تعلن عن حقبة سياسية جديدة
نشرت صحيفة «التايمز» مقالا تحليليا للمحرر السياسي أوليفر رايت، يقول فيه إن نتائج الانتخابات العامة، التي أعلن عنها صباح الجمعة، وفاز فيها حزب المحافظين بغالبية ساحقة، تؤشر إلى عهد سياسي جديد.
ويقول رايت إن «الجدار الأحمر، أي حزب العمال، لم يخترق، لكنه دمر، حيث لم تعد مناطق عمالية تقليدية، مثل وركينغتون وستوك أون ترينت ودادلي وبلايث فالي وبولسفر، الواقعة في الشمال، وميدلاندز، التي ظلت عمالية ولأجيال طويلة». ويشير الكاتب إلى أن «النتائج الأخيرة للانتخابات ستكشف عن أداء سيئ للحزب لم يشهد مثله منذ عام 1935، فيما حقق حزب المحافظين أكبر غالبية له في البرلمان منذ مارغريت تاتشر عام 1987».
ويفيد رايت بأن «جيرمي كوربين والبريكسيت أقنعا الناخبين التقليديين بعمل أمر لم يفعله أجدادهم أبدا، وهو التصويت لحزب المحافظين وبأعداد كبيرة، وكانت النتائج أسوأ مما توقعته استطلاعات حزب العمال، فقد تراجعت حصته في بعض المناطق من 10.9% إلى 6.3% من الأصوات، خاصة في المناطق التي صوتت لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي».
ويجد الكاتب أنه «بالمقارنة، فإن حزب المحافظين استطاع الحصول على مقاعده الرئيسية في البلاد، ومقاعد لم يحلم أبدا بالحصول عليها، مثل انتصار مرشحه في منطقة كيزنغتون في لندن، وفي إسكتلندا حقق الحزب الوطني الإسكتلندي أفضل نتائجه في ليلة الانتخابات، حيث حصل على 50 من 59 مقعدا مخصصا لإسكتلندا، وسيحاول الحزب الذي سيظل في المعارضة التأكد من عدم نهاية مطالب الإسكتلنديين باستفتاء ثان على الاستقلال عن المملكة المتحدة».
ويلفت رايت إلى أن «من النتائج المثيرة أن زعيمة حزب الليبراليين الديمقراطيين، جو سوينسون، مقعدها، ما يطرح سؤالا حول وجودها بعد فشلها في إقناع الناخبين البريطانيين بالبقاء في الاتحاد الأوروبي».
ويقول الكاتب: «عندما ينجلي الغبار ستعرف تداعيات انتصار المحافظين على النظام السياسي البريطاني، وما تعنيه النتائج لحزب العمال المنهزم وللمنتصرين من المحافظين وللبريكسيت، وسيدخل حزب العمال البرلمان دون قوة، وسيذهب كوربين حيث ستبدأ معركة على روح الحزب بين مؤيديه الذين يريدون انتخاب واحد منهم، والبقية التي تحاول سحب الحزب مرة أخرى إلى الوسط، وسيحاول المؤيدون إلقاء تبعة الهزيمة على الرسائل المتضاربة من البريكسيت، أما البقية فستنسب الهزيمة إلى السياسات غير الواقعية والعملية التي قدمها كوربين وحزبه في الحملة الانتخابية، والمخاطر هي أن تجري المعركة على رئاسة الحزب بناء على البريكسيت».
وينوه رايت إلى أن «الحزب لن يعود إلى الحياة إلا عام 2024، في ضوء سيطرة المحافظين على البرلمان، وعندها ستكون علاقة بريطانيا مع أوروبا مختلفة، وسيواجه الحزب تحديا لمراجعة التحالف التقليدي بين الطبقة العاملة في الشمال وميدلاندز والطبقة المتعلمة في المدن، وإن ما تزال ذات معنى».
ويتساءل الكاتب عما إذا كان الحزب سيقوم بمحاولة استعادة المناطق التي خسرها للمحافظين، أو تشكيل سياسة جديدة لا تعتمد على القواعد التقليدية، قائلا إن هذا الأمر لن يكون سهلا.
ويستدرك رايت بأن «نتائج الانتخابات تعد تحديا لبوريس جونسون أيضا، فهو سيعود إلى ويستمنستر بغالبية ساحقة، إلا أنه حقق هذا على ظهور الناخبين الذين صوتوا له بتردد، وأظهرت الاستطلاعات المتعددة عدم وجود حماس كبير لجونسون وحزبه بين الناخبين الجدد، وصوتوا له ليحل معضلة البريكسيت، ولأن البدائل الأخرى لم تعجبهم».
ويقول رايت إن «المجموعة البرلمانية ستكون مختلفة أيضا، فمع أن جونسون تعهد بقيادة البلد كله وتمثيله، إلا أن النواب الجدد قد يطالبون بتغيير أيديولوجية الحزب بعدما تغيرت طبيعة الناخبين».
ويبين الكاتب أنه «بعد الانتهاء من البريكسيت، فسيكون جونسون أمام تحديات وضغوط لتلبية وعوده لمن انتخبوه، والمشكلة أن الناخبين الجدد مختلفون في نظرتهم للقواعد التقليدية للحزب، ولهذا سيكونون ناقدين لقراراته بشأن قطع أو زيادة الضريبة في المناطق التي لم يكن الحزب يلقي لها بالا».
ويرى رايت أنه «ستكون للانتخابات تداعيات غير متوقعة، فجونسون المتحرر الآن من قيود البرلمان سيقوم بالتفاوض مع الاتحاد الأوروبي حول خطة الخروج، فالمتطرفون يريدون خروجا واضحا دون تنازلات وباتفاق تجاري عادل مع أوروبا، وهو ما وعد جونسون بعمله، مع أنه لن يكون مجبرا على هذا، خاصة أن مسارا كهذا سيؤثر على الاقتصاد، ويخرب علاقته مع الناخبين الجدد، ومن هنا فإنه قد يحاول تبني خروج لين وتدريجي».
ويجد الكاتب أن «ما يهم في النهاية، هو أن حزب المحافظين خرق القاعدة في السياسة البرلمانية، حيث أصبحت له غالبية ساحقة، وذلك بعد عقود من برلمانات معلقة وأحزاب دون غالبية».
ويختم رايت مقاله بالقول إن «هذه النتائج لن تكون ترياقا للانقسام الذي تسبب به قرار الخروج، بل ستضع البلاد على طريق جديد لحلها».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.