رفضت بريطانيا ما ورد في وثيقة مكتوبة وقع عليها الأعضاء السبعة والعشرون في الاتحاد الأوروبي، يقرون فيها بأن صخرة جبل طارق التي تطالب إسبانيا باستردادها ، تعد ،حسب الوثيقة ، مستعمرة تابعة للتاج البريطاني،على غرار باقي المستعمرات التي ترفض لندن الجلاء عنها مثل جزر “المالوين” المقتطعة من تراب الأرجنتين والتي حاولت بوينوس إيريس ، استعادتها بالقوة فهزمتها بريطانيا عسكريا بأمر من مارغريت تاتشر . ورفضت لندن بصيغة احتاج شديد اللهجة ، ورد على لسان رئيسة الوزراء، تيريسا ماي ، التعهد الأوروبي قائلة إن صخرة جبل طارق هي جزء من المملكة المتحدة التي تربطها علاقة عصرية مع سكانها. وكانت إسبانيا في ذروة المفاوضات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي في ديسمبر ، للوصول إلى اتفاق متفاوض عليهتغادر بمقتضاه بريطانيا الاتحاد الأوروبي (بريكسيت) حيث اشترطت مدريد على الأعضاء 27 تحرير وثيقة يلتزمون فيها أن الكلمة الأخيرة بخصوص مصير مستعمرة جبل طارق تعود إلى إسبانيا ، بعد بريكسيت ؛وخلاف ذلك فإن مدريد ستلجأ إلى ما يشبه حق الفيتو بالاعتراض على اتفاق “بريكسيت” مع لندن . وفعلا حصل بيدرو سانشيث، رئيس الوزراء الإسباني على ما أراده ليتخلى عن تهديده بإفشال خروج بريطانيا. إلى ذلك صرحت الناطقة الرسمية باسم الحكومة إسبانية اليوم الجمعة في أعقاب اجتماع مجلس الوزراء بمدريد ،أنها لم تطلع بعد على نص الوثيقة الأوروبية ، مؤكدة أن بلادها تعتبر جبل طارق جزءا من أراضيها وستظل مطالبة بها ، موضحة أن الصخرة مسجلة في الأممالمتحدة ضمن المناطق المستعمرة التي تنتظر تقرير مصيرها. وبمقتضى الوثيقة ، سيتمتع سكان جبل طارق بنفس الامتيازات الممنوحة لسكان المملكة المتحدة بعد خروجها ، من قبيل الدخول إلى بلدان الاتحاد الأوروبي بدون تأشيرة، على أن لا تتجاوز مدة إقامتهم 3 أشهر . ويأتي الإعلان عن مضمون الوثيقة في ظرف حرج تمر به المفاوضات بين أوروبا وبريطانيا ، ما يضع الأخيرة أمام احتمالين: إما القبول بالاتفاق الموقع بين الطرفين بدل الخروج بدونه ، أو الدعوة إلى إجراء استفتاء ثاني يعيد على البريطانيين طرح نفس السؤال أو بصيغة أخرى ،علما أن رئيسة الوزراء ، ماي ، تعارض هدا الحل. واكتشفت قطاعات كبيرة من الرأي العام البريطاني أن السياسيين خدعوهم إذ لم يصارحوهم بمدى الخسارة الكبيرة التي سيتكبدونها إن غادروا الاتحاد الأوروبي . ويفتح هذا التطور ، بابا أو كوة صغيرة على الأقل أمام المغرب ، ليعيد من جهته طرح ملف مطالبته باستعادة حقوقه التاريخية في سبتة ومليلية وباقي الأجزاء المحتلة من ترابه الوطني ليطلب من الاتحاد الأوروبي المعاملة بالمثل بإنصافه حيال إسبانيا المحتلة لأراضيه .