استدعت الخارجية الإسبانية ، اليوم الاثنين، السفير البريطاني في مدريد، وأبلغته احتجاج الحكومة على حادث بحري وقع في مياه صخرة جبل طارق المستعمرة البريطانية التي تطالب بها إسبانيا باعتبارها جزءا من ترابها الوطني. واستقبل الدبلوماسي من قبل كاتب الدولة الإسباني في الخارجية ،إيكناثيو إيبانييث ،وسلمه وثيقة احتجاج على الحادث الذي جرى يوم الجمعة الماضي. ويقول الجانب الإسباني إن دورية أمنية تابعة لبحرية جبل طارق ، ضايقت مركبة إسبانية تابعة لقوات الحرس المدني كانت تقوم بجولة تفقدية في المياه التي تعتبرها إسبانيا مشمولة بسيادتها . وكاد الحادث أن يتسبب في تصادم المركبتين بسبب سرعة مناورات المركبة التابعة لجبل طارق، بينما كانت الإسبانية متجهة نحو شاطئ "اللينيا" الحدودي ، دون أن يخطر الجانب الإسباني بالحركة المفاجئة التي قامت بها مركبة جبل طارق. وطلبت إسبانيا من السفير الانجليزي أبلاغ حكومته احتجاج مدريد طالبا أن لا تتكرر مثل هذه الحوادث مستقبلا، مشددا على احترام بريطانيا لسيادة إسبانيا على المناطق غير المشمولة باتفاق "أوتريخت" الذي احتلت بمقتضاه بريطانيا صخرة جبل طارق. ويأتي الحادث الذي لم يخلف خسائر مادية وهو الأول منذ إعلان خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي على الرغم من ان سكان جبل طارق صوتوا ضد ذلك بالنظر إلى الخسائر الاقتصادية التي سترتب عن مغادرة بريطانيا لشركائها السابقين إذ ستحرم الصخرة المحتلة من الامتيازات والتسهيلات التي كانت تتمتع بها في الفضاء الأوروبي باعتبارها جزءا منها تابعة للمملكة المتحدة . تجدر الإشارة إلى أن العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني كان قد اقترح في عقد الثمانينيات مقايضة تاريخية تنهي احتلال بريطانيا لجبل طارق واستعادة المغرب لسبتة ومليلية ، لكن الجانب الإسباني قابل الاقتراح المغربي بالصمت المطبق ، في حين كان في نية الراحل الحسن الثاني تشكيل جبهة إسبانية مغربية سلمية للتأثير على بريطانيا