اجتماع صاخب استمر لساعات ولَم ينته حتى حدود الثامنة ليلا، خصص لمناقشة وضعية شركة "ليديك" المفوض لها تدبير قطاع الماء والكهرباء والتطهير السائل بالدارالبيضاء، حيث حاصر منتخبو المجلس الجماعي مسؤولي الشركة وكذا مسؤولي المكتب المسير. وحسب مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية فإن أعضاء من المعارضة بالمجلس الجماعي بالدارالبيضاء انتفضوا في وجه المدير العام للشركة الفًرنسية والأطر الحاضرين معه، خلال اجتماع مشترك للجنة التعمير وإعداد التراب ولجنة المرافق العمومية والممتلكات والخدمات، عقد مساء الخميس، لتدارس المشاريع المنجزة في إطار عقد التدبير المفوض مع الشركة، وكذا تقديم عرض حول مراجعة عقد التدبير معها. ورفض المنتخبون، حسب مصادر الجريدة، الطريقة التي تعامل بها المدير العام للشركة، إذ لم يمكث طويلا قبل أن يخاطبهم بكونه يرغب في المغادرة لحضور اجتماع آخر مهم، ما اعتبروه استهتارا بهم وبالبيضاويين. وانتقد أعضاء حضروا هذا اللقاء، حسب مصادر هسبريس، الطريقة التي تعامل بها المدير العام للشركة، إذ عبروا عن غضبهم وتذمرهم من تصرفه، مطالبين المجلس بتخصيص اجتماع خاص لمناقشة وضعية "ليديك". وحاول مسؤولو الشركة الفرنسية، خلال هذا اللقاء، تقديم مجموعة من المعطيات من أجل طمأنة المنتخبين الغاضبين حول الاستثمارات التي ينجزونها في الدارالبيضاء والنواحي، موردين أن منها استثمارات في المحمديةوبوسكورة. وانتفض كريم الكلايبي، رئيس فريق حزب الأصالة والمعاصرة، في وجه مسؤولي الشركة، مخاطبا إياهم بالقول: "خلال هطول الأمطار تظهر البنية التحتية بالمدينة، فأين الاستثمارات من كل هذا؟"، مضيفا: "قبل المحمديةبوسكورة يجب الاهتمام بالدارالبيضاء، وكما يقال الله ارحمني وارحم والديّ". وحسب مصادر الجريدة فإن مستشاري "البام" طالبوا بضرورة فسخ العقد مع الشركة، كما تم مع شركة النظافة "سيطا"، وشركة النقل "مدينة بيس"، واحترام القوانين الجاري بها العمل، خصوصا أن مراجعة العقد لا تتم كما ينص عليها القانون كل خمس سنوات. كما هاجم المنتخبون أنفسهم أعضاء لجنة التتبع مع شركة "ليديك"، الذين قالوا إنهم لا يقدمون أي تقارير إلى المجلس الجماعي، ولا يوصلون أي معلومة حول الشركة. وأمام هذا الغضب، قرر الحاضرون في هذا اللقاء الدعوة إلى اجتماع آخر، يحضره المدير العام للشركة الفرنسية من أجل تقديم توضيحات حول المشاكل التي يعاني منها البيضاويون وغلاء أسعار الفواتير التي تلهب جيوبهم؛ ناهيك عن ضعف البنية التحتية لمجاري الصرف الصحي. ويأتي عقد هذا اللقاء بعدما كان مستشارون من الأغلبية والمعارضة عبروا خلال إحدى الدورات السابقة عن استغرابهم المنطق الذي بات يتعامل به قادة حزب العدالة والتنمية بالعاصمة الاقتصادية، منذ توليهم تدبير شؤون الجماعة، والمتمثل في "عدم إثارة أي نقطة تتعلق ب"ليدك"، في وقت حظيت هذه الشركة من لدنهم بانتقادات واسعة في الولايات السابقة". ويشتكي سكان العاصمة الاقتصادية من ارتفاع أسعار فواتير الماء والكهرباء؛ ناهيك عن عجز الشركة المفوض لها تدبير القطاع عن حل الإشكاليات التي تعرفها المدينة، والتي تتفاقم مع فصل الشتاء، إذ تغرق بعض الشوارع في المياه.