لم يعد مستشارو جماعة الدارالبيضاء يتقبلون غض المجلس الجماعي بقيادة حزب العدالة والتنمية طرف العين عن الشركة الفرنسية "ليديك"، المفوض لها تدبير قطاع الماء والكهرباء وتطهير السائل، خصوصا بعد تضاعف شكايات البيضاويين. ورفض مستشارون من الأغلبية والمعارضة المنطق الذي بات يتعامل به قادة حزب العدالة والتنمية بالعاصمة الاقتصادية، منذ توليهم تدبير شؤون الجماعة، والمتمثل في "عدم إثارة أي نقطة تتعلق بشركة "ليديك"، في وقت حظيت هذه للشركة من لدنهم بانتقادات واسعة في الولايات السابقة". حزب التجمع الوطني للأحرار، الحليف الإستراتيجي لحزب العدالة والتنمية في مجلس المدينة، سارع عبر رئيس فريقه، عبد الصادق مرشيد، إلى إثارة مسألة غياب نقط تتعلق بشركة ليديك في جدول أعمال الدورات، إذ خاطب الأعضاء في دورة أكتوبر قائلا: "لماذا لا تطرح النقط المتعلقة بشركة ليديك؟ منذ توليها تدبير القطاع كانت تعد أهم نقطة يتم طرحها والإلحاح على إثارتها، لكن بقدرة قادر وكأنه تغير شيء ما"، مضيفا: "واش ولات مزيانةْ أم دارو لينا شي حاجة في الماء وولّينا ساكتين؟!". ولَم يقف رئيس الفريق التجمعي عند هذا الحد، بل تابع انتقاده للمجلس قائلا: "شركة ليديك أعلنت أنها تعيش صعوبات مالية، وهذا يجعلنا نتساءل عن جودة الخدمات التي تقدمها"، مضيفا وهو يعبر عن استغرابه من الشلل الذي أصاب المجلس في هذا الجانب: "لجنة التتبع لم تضع أي تقرير لنا، وعلى المجلس أن يضعها على رأس الأولويات". من جهته خاطب رئيس فريق الاتحاد الدستوري عمدة الدارالبيضاء بالقول: "المواطنون يشتكون من ليديك، والمجلس لم يعد يطرحها للنقاش في الدورات، بعدما كان بعض الإخوان يطرحون هذا الموضوع في كل مرة". واسترسل رئيس الفريق الدستوري: "نحن لا نعلم ما يجري، والبيضاويون يتساءلون ما إن كان هناك شيء قد تغير؟ نحن لا نشكك في أحد، بل نتساءل فقط". بدوره، رئيس فريق حزب الاستقلال بالمجلس، الحسين نصر الله، قال مستهزئا من حزب العدالة والتنمية الذي يقود الجماعة: "وليت تانتخلع ملي تانجبد ليديك، ما عرفتش علاش مخلوعين؟"، مضيفا: "علاش ساكتين ولا تتكلمون عن هذه الشركة؟". أما حزب الأصالة والمعاصرة، المتواجد في المعارضة، فلم يفوت بدوره الفرصة لانتقاد "البيجيدي" وطريقة تعامله مع شركة "ليديك"، إذ هاجم رئيس الفريق، كريم الكلايبي، المجلس الجماعي بسبب تراجعه عن إثارة النقط المتعلقة بهذه الشركة. وشدد الكلايبي على أن "البيضاويين يشتكون من ارتفاع الأسعار ومن الخدمات الرديئة، لكنكم كمكتب لم تقوموا بإدراج ولو نقطة بجدول أعمال الدورات عن شركة ليديك، وها نحن نقترب من نهاية الولاية دون أن نلحظ ذلك.. واش زعما هاد الشركة دايرة خدمتها على أحسن ما يرام؟!". ويشتكي سكان العاصمة الاقتصادية من ارتفاع أسعار فواتير الماء والكهرباء؛ ناهيك عن عجز الشركة المفوض لها تدبير القطاع عن حل الإشكاليات التي تعرفها المدينة، والتي تتفاقم مع دخول فصل الشتاء، إذ تغرق بعض الشوارع في المياه.