بعد غياب طويل، عاد الفكاهي المغربي الحسين بنياز لمعانقة جمهوره من خلال عرضه الساخر "بين البارح واليوم"، ضمن جولة فنّية جديدة بعدد من المدن المغربية. طيلة تسعين دقيقة، سافر الفنان المغربي بجمهوره في عرض قدّمه بمدينة فاس إلى عوالم مختلفة من مسيرته الفنية، ليتطرق من خلالها إلى عدد من المواضيع التّي تشغل بال المواطن المغربي، ومقارنتها بالوضع الذي كان عليه الناس في ما مضى. الفنان الكوميدي "باز" خصص جزءا من عرضه الساخر للديون التّي تثقل كاهل العديد من الأسر المغربية، وقال: "المواطن المغربي غارق في الديون حتى أضحى لا يجد الفرصة للتفكير لا في السياسة ولا في أي شيء آخر، سوى كيف يوازن بين مدخوله وأداء ما بذمته من قروض". وأفصح الفنان الحسين بنياز، الذي انطلق في مسيرته الفنية سبعينيات القرن العشرين في ثنائي عرفه الجمهور المغربي ب"باز وبزيز"، عن أنه يعاني بشدة مع المدعمين الذين يحجمون عن التعامل معه بسبب خوضه الحديث في السياسية ضمن عروضه السّاخرة، مؤكدا أنّه "لا علاقة له بالسياسة، ولكنها تلاحقه أينما حل وارتحل". الكوميدي المغربي الذي ظل غائبا لسنوات طويلة أورد أنّ "الفنان الكوميدي أصبح يبحث لنفسه عن قوت يومه، بسبب سيطرة بعض الوجوه على السوق الفنية، وفسح المجال أمام أسماء نكرة تسيء إلى الذوق الفنّي للمغاربة". وعلق على تواريه عن القنوات التلفزية المغربية بالقول: "دفاتر التحملات فسحت المجال أمام شركات إنتاج كبرى لاحتكار قنوات القطب العمومي، مقابل التسويق لأعمال لا ترضي أذواق المشاهد المغربي، وتسببت في تهميش وعطالة فنانين آخرين". وتابع "باز" في تصريحه لهسبريس: "هذه الدفاتر أعطت امتيازات لأصحاب "الشكارة"، إذ أصبحت خمس شركات تحتكر المواسم الرمضانية بفعل الرشوة والزبونية، وتلزم الفنانين المشاركين في هذه الأعمال على التوقيع على عقود بيضاء"، واسترسل: "الفن كان أكثر صدقا سواء تعلق الأمر بالغناء أو الفكاهة أو المسرح، بفضل عدد من الأسماء التّي كانت صادقة في رسالتها الفنية، واليوم أصبحت تعيش أزمات". وفي تعليقه على البرامج التلفزيونية الفكاهية، اعتبر "باز" أنّها "تسعى إلى صناعة وهم نجوم شباب"، وأضاف: "القائمون على هذه البرامج يبيعون الوهم لهؤلاء الشباب باسم الكوميديا"، داعيا المواهب الشابة إلى الحرص على التكوين العلمي والأكاديمي من أجل ضمان قوت يومهم. وتجاوز المسار الفنّي للحسين بنياز أربعين سنة، ولازال مصرا على الممارسة الفنية الّساخرة، لتناول يوميات المواطن المغربي بطريقة ساخرة في قالب اجتماعي، سياسي، منذ بدايته مع رفيق دربه أحمد السنوسي "بزيز". وشارك الفنان الحسين بنياز في العديد من الأعمال المسرحية الرائعة، وأنتج "كليب" رصد فيه مجموعة من المواقف المعيشة في قالب ساخر مزج بين الفرجة والسخرية؛ ومن آخر أعماله التلفزية مسلسل "مرحبا بصحابي" رفقة الفنان الراحل المحجوب الراجي ومصطفي الزعري وصلاح الدين بنموسى، إلى جانب الفنانات المبدعات نعيمة اليأس ورشيدة مشنوع وفاطمة وشاي، وغيرهم .