بمناسبة عرض مسرحيته الجديدة «بين البارح واليوم» بالمركب الثقافي «الحرية» يوم الاثنين 6 يناير 2020، عقد الفنان الساخر الحسين بنياز « باز « ندوة صحافية بمقر الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، سلط فيها الضوء على عمله الإبداعي الجديد «بين البارح واليوم» المدعم من لدن مسرح محمد الخامس، والذي يعالج عددا من المواضيع الاجتماعية في قالب سخري، مؤكدا أن « المواطن المغربي غارق في الديون حتى أضحى لا يجد الفرصة للتفكير لا في السياسة ولا في أي شيء أخر سوى كيف يوازن بين مدخوله وأداء ما بذمته من قروض»، كما تحدث عن معاناة الفنانين المغاربة وحرمانهم من تقديم أعمالهم الفنية بالقنوات التلفزية المغربية نتيجة عدد من البنود التي تضمنها دفتر التحملات الذي همش الفنانين المغاربة وفرض عليهم تقديم ضمانة عبارة عن شيك بقيمة 120 مليون سنتيم وبضخ ميزانية هامة في حساباتهم البنكية، وهو ما فسح المجال لاحتكار الشركات الكبرى للإنتاج، والتي تسوق أعمالا لا ترضي أذواق المشاهد المغربي، و تقوم بتشغيل المبتدئين فنيا بأبخس الاثمنة، وهو ما جعل أغلب الفنانين المغاربة يعيشون في بطالة مستمرة، ولولا وزارة الثقافة و مسرح محمد الخامس اللذان يدعمان الفنانين والجمعيات الجادة لما استطاع الجمهور المغربي العاشق لأبي الفنون أن يشاهد مجموعة من الأعمال الفنية الراقية. وأضاف المتحدث قائلا.. «أمام هذا الإجحاف رفع الفنانون شكاية في الموضوع إلى الوزير السابق للثقافة و الاتصال السيد الأعرج، مطالبين بإنصافهم، حيث وعدهم بحل المشكل وبتغيير بعض بنود دفتر التحملات». هذا، و انتقد الفنان الساخر «باز» مهرجان الضحك بمراكش الذي يقدمه الكوميدي جمال الدبوز، الذي يجني الملايين من مداخيل المهرجان، ويضحك فئة معينة من الجمهور الفرنكفوني فقط، مشيرا إلى أنه سبق له أن نظم مهرجانا للفكاهة بالدارالبيضاء سنة 1991 حضره 12000 متفرج، كما نظم مهرجانا آخر للضحك بفاس سنة 2006 بدعم من جماعة فاس و لقي نجاحا منقطع النظير. وخلص الفنان الساخر « باز» في مداخلته موضحا أن المغاربة مشمئزون من أوضاعهم المتردية وغارقون في الديون و أنهم يفكرون اليوم في تغذية البطن قبل تغذية الفكر. تجدر الإشارة إلى أن الفنان الساخر من مواليد الدارالبيضاء وهو فنان مثير للجدل، لأنه اختار فن المراوغة في أعماله الفنية كخطاب للتواصل مع الجمهور المسرحي والتلفزي، فهو يؤكد أنه لا علاقة له بالسياسة، ولكنها تلاحقه أينما حل وارتحل، قام بجولات ناجحة بالمغرب وخارجه، ويتجاوز مساره الفني أربعين سنة، وإلى جانب موهبته في الأداء المسرحي فهو مؤلف وزجال و ملحن لأغانيه الساخرة. مر بظروف صعبة..، ورغم ذلك لازال يصر على الممارسة الفنية الساخرة، إذ يتناول موضوعات بطريقة ساخرة في قالب اجتماعي، سياسي..، وهذا ما جعله محبوبا ومتألقا باستمرار لتعمقه في نقل معاناة المواطن المغربي بكل جرأة .. ولا ننسى أنه شكل في بداية حياته الفنية ثنائيا ساخرا رفقة رفيق دربه أحمد السنوسي «بزيز»، الذي فضل أن يظل متمسكا بالفن الساخر وتناوله لموضوعات حارقة، مما جعل السلطات تمنع مروره في القنوات التلفزية المغربية. شارك الفنان الحسين بنياز في العديد من الأعمال المسرحية الرائعة وأنتج كليب رصد فيه مجموعة من المواقف المعيشة في قالب ساخر مزج بين الفرجة والسخرية، من آخر أعماله التلفزية مسلسل ط مرحبا بصحابي «رفقة الفنان الراحل المحجوب الراجي ومصطفي الزعري وصلاح الدين بنموسيى ورشيد العشابي إلى جانب الفنانات المبدعات نعيمة اليأس ورشيدة مشنوع وفاطمة وشاي وغيرهم . حضر الندوة عدد من الجرائد الوطنية والمواقع الالكترونية كما تمت قراءة الفاتحة على روح قيدوم الصحافة المغربية مصطفى العلوي الذي وافته المنية مؤخرا وانصبت المناقشة على عدد من القضايا الاجتماعية والفنية.