"شحال من واحد لعب لعبو ومادها حد فيه , ناس لي لفوق طلعو بسلوم مسروق جمعوا دقيق وبرقوق خلاو ناس لي تحت عايشين في لتحت سول عليهم وبحث تلاقاهم بلا حقوق". هي عبارات ومعاني تتخللها السطور والحروف , أعدها الفنان الساخر حسين بنياز لجمهوره العريض في قالب فكاهي يثير الضحك مصحوبا بموسيقى ممتعة تحظى بالتصفيق والتفاعل, هذا ما أضفى على العرض الذي قدمه الفنان المقتدر على خشبة المسرح بالمركب الثقافي الحرية بالمدينة العتيقة فاس يوم 26 فبراير 2011 , زخر بحضور حاشد لجمهور متعطش للفن الحقيقي والجرأة الكاملة , و تمثل جليا في المواضيع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي ينتقيها ,وتعد محور اهتمام المغاربة , تم طرحها على خشبة مسرح الحرية ولجمهور تجاوب بشكل كبير مع ما قدمه من مواضيع تلامس هموم ومشاكل المجتمع , خاصة الاحداث الأخيرة التي يعيشها المغرب والعالم العربي , والتي كرستها سنوات مضت في غفلة . لم يخلو عرض بنياز من رسائل موجهة للحكومة والاحزاب و بعض الوزارات والوزراء الذين قدموا وعودا عديدة للمواطنين تبخرت في الهواء , ووصف بعض البرلمانيين(ببابا عجينة) فمنهم لايصدق ذلك المكان المقدس(البرلمان) الذي وصل اليه وجعل منه مرتعا للنوم فقط , كما تناول قضية الرشوة وسرقة اموال المواطنين بطريقة حضارية لبعض المسؤولين في مراكز مختلفة والمصابين بمرض فقدان القناعة . أسلوب انيق ورشيق ممزوج بحركات كوميدية - تدل على الخفة والدينامية فوق الخشبة , وحسب بنياز فآلة المسرحي هو جسمه - مصاحبة بموسيقى من عزف ابنه الفنان ياسين بنياز, كما وضع مقارنة بين حقوق الانسان في المغرب وفي الدول الاخرى والتي يطمح لها المغاربة , حرارة في التصفيق وجو عارم بالضحك يتعالى في فضاء المسرح يدل على التجاوب الحميمي بين الكوميدي وجمهوره الذي لطالما ينتظر الفن الحقيقي والجريئ.ومما زاد الضحكة ضحكتين كونه جعل من القدافي نكتة اليوم بالوقوف على اخطاءه في ارض الواقع . وقدم لاول مرة أمام جمهور فاس تجربة تؤكد انه لافرق بين تفضيل الفنان الاجنبي على الفنان المغربي في بلده , الامر فقط يتوقف بالاقتناع بما نملكه كمغاربة من قدرات. هذا ما أكدته تجربة بنياز بغناء جزء نص من القراءة لتلاميذ المستوى الابتدائي "ام لحمام مرة قالت لهم في عشها لاتخرجوا فضحكوا من قولها ولم يبالو بالخطأ , فجائهم الثعلب وأكل الحمائم", وأداها بكل اللهجات المغربية حيث وجدت صدى واسعا عند الجمهور. يتميز الفنان الفكاهي بنياز بجرأة في الاداء والابداع والحكمة في النسج بين خيوط القضايا المطروحة في الساحة , هذا ما كرس اسما بارازا من العيار الثقيل في الساحة الفنية الفكاهية وفرض عليها حضورا قويا بما تطرحه من واقع حقيقي معاش, في قالب كوميدي وفكاهة جادة يجد فيها المتذوق للفن الساخر متنفسا للهروب من رتابة الحياة اليومية ومعاناتها. لهذا تجد البعض يصف بنياز بالفنان الجريئ وجرأته واقعية والبعض يصنفه ضمن أعلام الكوميديا المغربية , فمواضيعه تترك انطباعا لدى جمهور الفن الكوميدي والتي تهدف الى الامتاع والتحسيس بأهمية وعي المواطن لاستيعاب مايحدث داخل مجتمعه بالدرجة الاولى .