أعلنت شركة "أوبر" الأميركية عن إتمامها بشكل رسمي لإجراءات عملية الاستحواذ على شركة "كريم"، التي يوجد مقرها في دبي، بعدما سبق الإعلان عن ذلك مقابل 3.1 مليار دولار أمريكي. وتعد "كريم" المنصة الإلكترونية الأولى في منطقة الشرق الأوسط الكبير، جرى تأسيسها سنة 2012، وحققت نجاحات كبيرة من خلال تقديمها لحلول تقنية توفر خدمات النقل والخدمات المصرفية والتجارة الإلكترونية في المنطقة. وأصبحت "كريم" الآن شركة تابعة ومملوكة بالكامل لشركة "أوبر"، لكنها ستحافظ على اسمها التجاري، وسوف تقوم كل من "أوبر" و"كريم" بتشغيل خدماتهما الإقليمية وأسمائهما التجارية بشكل مستقل. وذكر بلاغ ل"أوبر" أن هذه الصفقة ستجعلها تستحوذ على الأعمال الخاصة ب"كريم" في مجال النقل والتوصيل والدفع في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط الكبير، التي تضم أسواقاً رئيسية من ضمنها مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وأضافت الشركة أن إجراءات الحصول على الموافقة على عملية الاستحواذ في باكستان وقطر والمغرب ما تزال جارية، ولن يتم إتمام الصفقة في هذه الأسواق في الوقت الحالي حتى يتم الحصول على الموافقة من الجهات القانونية المسؤولة. وفي نظر القانون المغربي فإن اقتناء "أوبر" ل"كريم" في المغرب بمثابة عملية تركيز اقتصادي، وبالتالي فهو أمر يحتاج إلى ترخيص من طرف مجلس المنافسة. ولم يتخذ هذا الأخير أي قرار بخصوص طلب "أوبر"، وأجل ذلك إلى حين إجراء دراسة معمقة بخصوص هذا الأمر بناءً على المادة 15 من القانون رقم 104.12 المتعلق بحرية الأسعار والمنافسة. وفي قرار أصدره في شتنبر الماضي، قال مجلس المنافسة إنه تلقى تبليغاً عن عملية التركيز الاقتصادي بين الشركتين، واعتبر أن "أوبر لم توقف نهائياً نشاطها في المغرب بل قررت تعليقه فقط، وهي بذلك تظل المنافس الوحيد المحتمل حالياً لكريم في سوق النقل غير المنظم". وأضاف القرار أن "عملية اندماج أوبر وكريم قد تؤدي إلى التضييق على إمكانية الولوج لهذه الأسواق في ظل غياب منافسين من حجم أوبر التي تعتبر الشركة الرائدة في القطاع، وبالتالي قد تؤدي إلى تطبيق أسعار احتكارية". وكانت "أوبر" تشتغل في السابق في المغرب إلى أن قررت بشكل مفاجئ في فبراير من السنة الماضية تعليق أنشطتها بعد ثلاث سنوات من الاشتغال، وربطت قرارها آنذاك بغياب رؤية واضحة لدى السلطات العمومية من أجل دمج هذه التطبيقات في نموذج النقل الحالي. وكانت خدمات "أوبر" تلقى رواجاً كبيراً، بحيث نجحت في استقطاب 19 ألف مستخدم بشكل مستمر و300 سائق، لكنها كانت تواجه مشاكل مع سائقي سيارات الأجرة الصغيرة الذين كانوا يعترضون سائقي "أوبر" ويبلغون عنهم لدى الشرطة معتبرين خدماتهم تدخل ضمن "النقل السري". ونجحت "كريم" نسبياً في الظفر بحصة مهمة في المغرب منذ سنوات، وإلى جانبها برزت عدد من التطبيقات في الأشهر القليلة توفر خدمات النقل الخاص، من بينها تطبيقات مغربية وأخرى تابعة لشركات فرنسية، لكنها تبقى من حيث الحجم صغيرة مقارنة ب"أوبر" و"كريم" اللتين تستحوذان على حصص كبرى في أسواق عدد من الدول في الشرق الأوسط وأميركا وأوروبا.