طلب المركز المغربي للثقافة والفنون العريقة من وزير الاتصال الجديد اتخاذ "مبادرات فعالة، من أجل أن يكون الإعلام السمعي البصري الوطني متمثلا للثقافة والهوية والإنسية المغربية في مخططاته وبرامجه".. داعين الوزير الخلفي إلى "الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات الظرفية الوطنية الجديدة التي ينبغي أن يلعب الإعلام العمومي في خضمها دورَ القائد نحو مستقبل تعميق الثقة في المؤسسات الوطنية، وتأجيج غيرة المغاربة على بلدهم وعلى رموزهم السياسية والفكرية والحضارية المتوهجة". وعمل المركز على تعميم وثيقة "نداء إلى وزير الاتصال الجديد".. حيث ورد بها أنّ الإعلام السمعي البصري يتوجب عليه القيام ب "دور بيداغوجي كبير في تمثل صيغ برامجية ناجعة وناجحة، و تحقق التوازن الخلاق بين تسجيل النجاح التجاري ونسب المتابعة العالية، وبين القدرة على تجسيد الجودة العالية التي تحترم مقوماتنا الحضارية وتتوفر فيها الأبعاد التربوية المرجوة".. زيادة على "تفادي الترويج للخرافة والبذاءة". كما طالبت ذات الوثيقة، وهي التي توصلت بها هسبريس، بعمل الوزير الجديد على جعل الإعلام يستلهم المفهوم التنويري والنهضوي للحداثة لخلق التفاعل واعي وهادف بناء على تجارب الشعوب الأخرى دون السقوط في الاستلاب، إضافة إلى "التعامل بروية وحذر عند اقتناء المسلسلات الأجنبية ودبلجتها، حماية للمشاهد المغربي من الانسياق خلف تجارب سوسيوثقافية، تورثه أعطابا نفسية واجتماعية". المركز المغربي للثقافة والفنون العريقة خاطب الخلفي بقوله: "لعلكم تدركون أن إحدى الوسائل التي تمكّن عملياً من قياس صدى شبكة الإنتاجات التلفزيونية لدى عموم المواطنين، وخصوصا الشباب منهم، هي المواقع الاجتماعية والجرائد المكتوبة والإلكترونية التي تنشر مقالات وتعاليق تتسم بالعفوية وبالصدق في أحايين كثيرة". ذات الوثيقة الموجّهة لوزير الاتصال بحكومة بنكيران استرسلت: "المنتوج التلفزيوني الناجح هو الذي يستطيع أن يضمن نسب متابعة عالية تخدم التوازنات المالية للمؤسسة، وفي الوقت نفسه تتوفر فيه معايير الجودة المطلوبة والمضمون الهادف، وليس فقط الاكتفاء بالبحث عن نسب متابعة هامة بأي وجه كان، حتى ولو كان ذلك على حساب الذاكرة الحضارية للأمة والطموحات الحداثية الحقيقية والمرجوة لأبنائها.. إننا نرى أن شبكة البرامج التلفزيونية ينبغي أن تكون مستحضرة لشرط الخدمة العمومية بدل الاكتفاء بالترفيه المبتذل على حساب التثقيف الهادف والتوجيه الإيجابي".