قالت الفنانة الجزائرية سعاد ماسي إن ازدهار الفنون في أوروبا يرجع إلى اهتمامهم بالقراءة وانتشار المكتبات العامة، منتقدة عدم اهتمام الكثير من العرب بالقراءة بدرجة كبيرة. وأشارت المطربة ماسي، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) على هامش زيارتها الحالية لمدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر، إلى صعوبة المقارنة بين الفن في أوروبا والفن في العالم العربي بسبب التباين في الثقافات، وأن الناس في أوروبا لديهم ثقافة فنية منذ الصغر، فقبل أن يكمل الطفل عامه الخامس يعتاد على الذهاب إلى دور السينما والمسرح والمتاحف، فيتربى على حب الفن منذ الصغر. وأضافت الفنانة الجزائرية أن العائلات في بلدان أوروبا لديها حب القراءة، ولديها برنامج دائم للذهاب إلى دور السينما والمسارح وغير ذلك، مؤكدة حاجة بلدان العالم العربي "إلى تدريس مادة الموسيقى وكل الفنون للصغار في المدارس، بجانب الرياضة والعمل على نشر المكتبات العامة وجعلها قريبة من الناس في كل مكان". وحول اهتمامها بالشعر العربي، قالت ماسي: "لقد نشأت على حب المتنبي فأنا مجنونة بالمتنبي (المتنبي جنني) وعاشقة لأم كلثوم"، مشددة على ضرورة قرب الفنان من الناس وأن يبحث عن الكلمات التي تقدم معنى وتحمل عمقا، وعلى الفنان أن "يكسر رأسه من أجل أن يخرج أغنية جميلة". وبخصوص زيارتها الحالية لمصر ولمدينة الأقصر الغنية بمعابد ومقابر الفراعنة، قالت الفنانة الجزائرية إنها ليست المرة التي تزور فيها مصر وأنها تحرص على زيارة مصر بشكل سنوي منذ عام 2003، وأن هذه المرة ستقوم بإحياء حفل فني في مركز المنارة للمؤتمرات يوم الجمعة المقبل، معبّرة عن سعادتها بانتشار فرق موسيقية جديدة في مصر، وقالت إنها تتابع فرقتي وسط البلد وكاريوكي. وأضافت سعاد ماسي أن زيارتها لمصر هذه المرة زيارة مختلفة، فهذه المرة "خصصت وقتا للفسحة برفقة عائلتها"، وقد سمعت الكثير عن الأقصر، فقررت زيارتها مع أبنائها، كما وصفت استقبال الناس لها في الأقصر بالرائع... وأنها انبهرت برؤية النيل وأن الناس في الأقصر استضافوها وجعلوها تشعر بأنها موجودة في بلدها. وحول حفلها المرتقب بالقاهرة، قالت إنها ستقدم لجمهورها المصري خلال الحفل أغنيات جديدة مع بعض أغنيات ألبومها الأخير "أمنية" بجانب بعض الأغنيات باللغة الفرنسية. وحول الوضع بوطنها الجزائر، قالت سعاد ماسي إنها تترحم على روح الراحل الفريق قايد صالح، رئيس الأركان، وأنها تتمنى أن يستمر الحراك الشعبي بشكل سلمي، مضيفة أن الجزائريين قدموا للعالم صورة إيجابية عن الشعب الجزائري، مشددة على أنه من المهم الآن أن تكون الجزائر في استقرار دائم. يذكر أن سعاد ماسي هي مطربة وعازفة جيتار وكاتبة أغان جزائرية، تعود جذورها إلى منطقة القبائل، وقد ولدت في حي باب الواد الشعبي في قلب الجزائر العاصمة وسط عائلة تعشق الموسيقى مما أتاح لها فرصة التعرف على أنواع كثيرة من الموسيقى؛ مثل الشعبي والروك والكاونتري والفادو البرتغالي والفلامنكو وغيره، وتعلمت السلم الموسيقي وقواعد الموسيقى. وأصدرت سعاد ماسي ألبومها الغنائي الأول بالجزائر، في منتصف تسعينيات القرن الماضي. أما ألبومها الأخير، الذي صدر منذ ثلاثة أشهر، فحمل عنوان "أمنية" وغنت فيه للمرأة والحب. *د.ب.أ