تعيش مدينة المحمدية وضعا مترديا في قطاع النظافة، بالرغم من إبرام العقد مع شركة SOS وتفويض القطاع لها منذ ثلاثة أشهر بعدما خلفت شركة "سيطا البيضاء". وتشهد معظم شوارع وأحياء مدينة المحمدية انتشارا واضحا للنفايات، وتكدسا لها بجانب الحاويات؛ وهي الوضعية التي تثير حفيظة السكان وتذمرهم. وفشلت الشركة الجديدة المفوض لها تدبير قطاع النظافة بمدينة الزهور، حتى حدود اليوم، في جلب المعدات من شاحنات وحاويات وفق ما هو منصوص عليه في دفتر التحملات المبرم معها. وفي الوقت الذي كانت الساكنة تنتظر دخول شاحنات جديدة وعدد من حاويات النفايات، بداية الشهر الجاري، لا تزال شوارع المحمدية تعرف تجوال شاحنات مهترئة من بقايا شركة "سيطا البيضاء". واكتفت الشركة المفوض لها تدبير العقد بتوزيع حوالي مائتي حاوية؛ وهو الأمر الذي لم يكن كافيا بالشكل المطلوب، حيث لا تزال الحاويات المهترئة والمكسرة بمعظم الأزقة والشوارع، عكس شركة "سيطا البيضاء" التي وضعت خلال ولوجها المحمدية ما يناهز 1700 حاوية. وعبّر مواطنون عن غضبهم من استمرار الوضع على ما كان عليه في عهد الشركة الفرنسية "سيطا البيضاء"، حيث لم تضع الشركة الجديدة بصمتها بعد، ولَم تقدم على تحسين القطاع، مستنكرين عدم إقدام المجلس الجماعي للمدينة على إلزام المفوض له بالالتزام بدفتر التحملات. وتذرعت الشركة، بعد حصولها على صفقة تدبير القطاع، بعدم حصولها على الأمر بالخدمة؛ وهو ما لا يمكنها معها اقتناء آليات وشاحنات جديدة لجمع النفايات بمدينة فضالة خلال الأشهر الثلاثة الأولى، مؤكدة أنها تنتظر الحصول على الموافقة من المصالح المختصة بوزارة الداخلية لتلك الغاية. وشرعت الشركة سالفة الذكر في العمل بشكل رسمي بمدينة الزهور، بداية شهر شتنبر، بعدما رست عليها الصفقة، لتخلف بذلك شركة "سيطا البيضاء" التي عمرت لسنوات وكانت محط انتقادات كبيرة من الساكنة بسبب تردي الخدمات المقدمة من لدنها. وكانت الجماعة قد أعلنت، أواخر شهر يونيو الماضي، عن فوز شركة SOS بالصفقة إثر استبعاد ملف شركة "ديرشبورغ"، مؤكدة أن دفتر التحملات الجديد سيعتمد على الالتزام بالنتائج وكذا الفرز من المصدر في بعض المناطق تهيئة نقط التجميع ثم تجهيز بعض الأماكن بالحاويات الأرضية، ناهيك على استعمال نظام تحديد المواقع "جي بي إس" لتتبع وتحسين جودة الخدمات.