لا تزال مدينة المحمدية تعيش على وقع انتشار واسع للنفايات بمختلف الشوارع والأحياء، بالرغم من شروع الشركة المفوض لها تدبير القطاع في العمل منذ ثلاثة أشهر بعدما خلفت شركة "سيطا البيضاء". وعبر العديد من الفاعلين والنشطاء الجمعويين ب"مدينة الزهور" عن تذمرهم من هذا الوضع، حيث لم تتمكن الشركة المفوض لها من القضاء على النفايات المنزلية المتراكمة في الحاويات وبجانبها. ونشر العديد من سكان "مدينة فضالة" صورا على مواقع التواصل الاجتماعي يستنكرون من خلالها الوضع المزري، والذي عجزت الشركة المفوض لها تدبير القطاع وكذا المجلس الجماعي عن التغلب عليه وإرجاع "مدينة الزهور" إلى سابق عهدها. وفِي الوقت الذي كان مفترضا فيه من شركة النظافة الجديدة، وفق دفتر التحملات، أن تقوم بعد نهاية ثلاثة أشهر من سريان العمل بالصفقة بتشغيل الآليات الجديدة لا تزال المحمدية تشهد جولان الحافلات القديمة وانتشار حاويات مهترئة. وبينما يتم الحديث عن استقدام آليات جديدة من لدن الشركة المفوض لها تدبير القطاع، كما نشر الموقع الرسمي للجماعة ذلك، والشروع في العمل بها الأسبوع المقبل، فإن ساكنة المحمدية تنتظر منها العمل على وضع حد لمعاناتهم والصورة السلبية التي رسمت بوجه المدينة. وحاولت جريدة هسبريس الإلكترونية الاتصال بإيمان صبير، رئيسة المجلس الجماعي للمحمدية، لأخذ وجهة نظرها والاستفسار حول الأزمة التي تعيشها المدينة مع قطاع النظافة؛ غير أن هاتفها ظل يرن دون مجيب. من جهة أخرى، حاولت الشركة المفوض لها تدبير القطاع امتصاص الأزمة مع عمال النظافة المنضوين تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، حيث وعدت بالتجاوب الإيجابي مع مطالبهم وعلى رأسها توقيع الاتفاقية الجماعية. وأكد الحسين اليمني، الكاتب الإقليمي للنقابة المذكورة، في اتصال هاتفي بالجريدة، أن اللقاء الذي عقد مع الشركة تم خلاله التوصل إلى اتفاق من أجل توقيع الاتفاقية الجماعية التي من شأنها أن تضمن حقوق العمال طوال المدة التي ستقضيها الشركة. وأضاف المتحدث نفسه أنه يتم حاليا صياغة الاتفاقية التي ستجمع العمال بالشركة المفوض لها تدبير القطاع، والتي ستسهم في ضمان حقوقهم وحل المشاكل المتعلقة بهم داخلها. وكان المكتب النقابي قد قرر الاحتجاج على الشركة أمام مقر جماعة المحمدية، قبل أن يتراجع عن ذلك إثر دعوة وجهتها إليه إدارة الشركة المعنية من أجل الحوار، حيث يرى العمال إن هناك "غيابا للحوار ورفضا للتعامل الإيجابي مع مطالبهم". وعبر المكتب الإقليمي للنقابة، في بيان للدعوة إلى الاحتجاج، عن مطلبهم بضرورة حماية مكاسب عمال النظافة في التغطية الصحية والأعمال الاجتماعية، وتوقيع الاتفاقية الجماعية وتوفير شروط السلم الاجتماعي بشركة النظافة ”SOS”، مشددا على ضرورة المحافظة على نظافة المدينة وتوفير البيئة السليمة لعيش سكانها.