أجهض حزب الأصالة والمعاصرة ("البام" ورمزه الجرار) حلم عضوته المستشارة الجماعية صفاء الزهري في تقلد رئاسة مجلس جماعة تروال بإقليم وزان، بعدما أقدم على تزكية أحمد الرابحي مرشحا باسمه للمنصب ذاته عقب شغور الأخير بسبب سقوط عبد السلام الخباز في حالة التنافي إثر انتخابه عضوا بمجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة؛ وذلك طبقا للمادة 17 من القانون التنظيمي 14-111، الذي بموجبه يعتبر المعني بالأمر مقالا من مهامه الأولى التي هي رئاسة الجماعة الترابية. وضيع "البام" فرصة ذهبية لتزيل خطابات الحزب تفعيلا للتوجهات العامة للدولة والبصم على سابقة في تاريخ المجالس الترابية بإقليم وزان، من خلال دعم ترشح سيدة لرئاسة مجلس جماعي، بعدما تم ترجيح كفة الرابحي التي حسمتها حسابات أخرى غير مقاربة النوع والكفاءة. وكان التسابق نحو كرسي رئاسة مجلس الجماعة سالفة الذكر قد ظهر جليا بعدما أبدى كل من المستشارين الجماعيين صفاء الزهري وأحمد الرابحي، عن حزب الأصالة والمعاصرة، رغبتهما في الترشح للمنصب الرئاسي الشاغر، الشيء الذي خلف تيارات وانشقاقات داخل التنظيم نفسه في ظل غياب الانسجام والتوافق على مرشح وحيد. وخلف هذا الانقسام صراعا حزبيا داخليا خفيا حيكت خيوطه بالكواليس إقليميا ووطنيا، الأمر الذي جعل الحزب في ورطة كبيرة، وأظهره متناقضا مع خطاباته الرسمية بإقصائه للفاعلات السياسيات بالإقليم في تقلد مناصب المسؤولية. ولن يكون طريق الرابحي للوصول إلى كرسي الرئاسة مفروشا بالورود، بعد حصول المستشار الجماعي محمد اصويلح، عن حزب العدالة والتنمية، على تزكية تنظيمه السياسي للترشح للمنصب ذاته، ما سيجعل التنافس على أشده بين الغريمين السياسيين.