تراجعت المندوبية العامة لإدارة السجون عن العقوبات التي سبق أن اتخذتها في حق كل من ناصر الزفزافي وخمسة من معتقلي الريف، إذ تم إخراجهم يوم أمس من المعتقل الانفرادي أو "الكاشو"، مع تمكينهم من التواصل مع ذويهم. وعلى الرغم من رفع العقوبة عن السجناء الستة فإن هناك تباينا ما بين رواية كل من إدارة السجون وأقارب السجناء بشأن أسباب التراجع عن العقوبة؛ ففي الوقت الذي تعزي فيه الإدارة السبب إلى التزام السجناء بعدم تكرار المخالفات السابقة، قال والد الزفزافي إن الأمر راجع إلى كون وفد رسمي زار السجناء لثنيهم عن التراجع عن إضرابهم عن الطعام. وفي هذا الإطار، قال مصدر من المندوبية العامة لإدارة السجون إنه "بعد أن التزم السجناء المعتقلون على خلفية أحداث الحسيمة، الذين كانوا محل قرارات تأديبية بالوضع في زنزانة التأديب الانفرادية، أمام مدير السجن المحلي راس الما بفاس بالنيابة، بعدم تكرار المخالفات التي عوقبوا بسببها، وباحترام المقتضيات القانونية المنظمة للمؤسسات السجنية، وتقدمهم بإشعارات كتابية بفك الإضراب عن الطعام، قررت المندوبية العامة إعادة تجميع هؤلاء السجناء بالسجن المحلي المذكور". ويواصل المصدر قائلا: "وعلى خلاف الادعاءات المنشورة على صفحات أقارب بعض هؤلاء السجناء على مواقع التواصل الاجتماعي، فإنه لم يتم إيفاد أية لجنة رسمية للقاء هؤلاء السجناء؛ بل إن مدير المؤسسة بالنيابة هو من قام بالاستماع إلى ملتمسات السجناء المعنيين". وفي هذا الإطار، قال محمد أحمجيق، شقيق المعتقل نبيل، إنه "بعد الزيارة التي قام بها الوفد الذي حل بسجن راس الماء والتي قابل فيها المعتقل السياسي ناصر الزفزافي، قام الأخير باتصال هاتفي برفيقه في المحنة المعتقل السياسي نبيل أحمجيق، للتداول في المتعين حول معركة الإضراب المفتوح عن الطعام التي يخوضونها، ليقرر بعدها تعليق إضرابه عن الطعام بعد توقيف عقوبة "الكاشو" بحقهم وتجميعهم في ظروف متناسبة وكرامتهم؛ وهو ما أكده لي، بعد لحظات، أخي نبيل في اتصال هاتفي بعائلته في انتظار إجلاء الحقيقة كل الحقيقة عن وضعيته الراهنة، من خلال السماح لنا بزيارته وتحديد موعدا لذلك في أقرب فرصة". من جانبه، قال أحمد الزفزافي، والد المعتقل ناصر: "اتصل بي ابني المعتقل السياسي ناصر الزفزافي من سجن راس الما بفاس، وأبلغني أن وفدا رسميا لم يحدد طبيعته، قد زاره في السجن والتمس منه توقيف إضرابه عن الطعام والماء، فاشترط عليهم أمورا منها توقيف الإجراء التعسفي المتمثل في وضعه ورفاقه الخمسة في "الكاشو" وإعادة تجميعهم في ظروف لائقة بالكرامة وتحترم ما تكفله المواثيق الدولية من حقوق". وأضاف والد "أيقونة حراك الريف": "كعائلة، ننتظر زيارته للتحقق من وضعيته ومن حالته الصحية ومن الوفاء بهذه الالتزامات؛ وهو ما نعلن استمرارنا في متابعة ملف التعذيب"، مشيرا إلى أن المكالمة مع ابنه كانت قصيرة جدا ونبرة صوته خافتة.