خلفت الإصلاحات التي تشهدها العديد من الشوارع بالدارالبيضاء غضبا واسعا من طرف المواطنين والسائقين، حيث تمت عرقلة المرور بكل الشوارع المؤدية إلى مركز المدينة؛ ما جعل كثيرين يتأخرون في الوصول إلى مقرات عملهم. وتسببت الإصلاحات التي تعرفها مختلف الشوارع، ناهيك عَلى تمرير أسلاك تعود إلى شركات الاتصالات، في حفر كل الطرقات والأزقة بالمدينة وعرقلة واضحة للسير، حيث أدت صباح اليوم الثلاثاء، على مستوى شارع بن تاشفين المؤدي صوب المركز، إلى توقف حافلة وسط حفرة، ما جعل حركة السير تتوقف كليا بالشارع الرئيسي. وعبر العديد من البيضاويين ومستعملي السيارات عن غضبهم من الإصلاحات التي تقوم بها جماعة الدارالبيضاء عبر الشركات المفوض لها ذلك، خصوصا أنها حوّلت مختلف الشوارع إلى حفر دون الأخذ بعين الاعتبار الضغط الذي تعرفه الشوارع. واعتبر مواطنون بالدارالبيضاء أن الجهات الوصية كان من المفروض أن تعمل على إصلاح شارع تلو آخر، بدل فتح الأشغال في كل المناطق؛ وهو ما يتسبب في الفوضى في السير والجولان، ويضع المصالح الأمنية في ورطة كبيرة، ناهيك عن تسبب ذلك في اصطدامات تزيد الطين بلة. كما استغرب فاعلون جمعويون ومتتبعون للشأن المحلي بالعاصمة الاقتصادية الطريقة التي تتم بها هذه الأشغال؛ ذلك أنه ما إن تنتهي بأحد الشوارع ويتم إصلاحه، حتى يعود الحفر فيه من جديد من طرف شركات أخرى. وعلى مستوى مقاطعة سباتة، يسود غضب كبير من طرف المواطنين بعد إقدام مجلس الدارالبيضاء على اقتلاع العديد من الأشجار بشارع الحارثي، المعروف لدى البيضاويين ب"شارع الشجر"، من أجل توفير مساحة لمرور خط الترامواي. واستنكر المواطنون وأبناء مقاطعة سباتة إقدام جماعة الدارالبيضاء والسلطات على اقتلاع هذه الأشجار من الشارع، الشيء الذي سيحول المنطقة إلى مكان بدون هوية. وأكد مصطفى لحيا، نائب عمدة الدارالبيضاء المكلف بالأشغال، أنه "طبيعي ستكون هناك معاناة، اليوم الناس تايشوفو الأشغال ولكن غادي يصبرو، وقد ألفنا من المواطن البيضاوي الصبر والتحمل عندما تكون الأمور في صالحه". وأوضح المتحدث نفسه، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه "طالما هناك أشغال، طبيعي ستكون هناك معاناة؛ لكننا نعول على صبر البيضاويين"، مضيفا "لن نذخر وسعا في التخفيف عن معاناتهم بمراقبة شركات المناولة كي تكون الأشغال بطرق جيدة وسريعة". وأشار المسؤول الجماعي، بخصوص ما يتعلق ب"شارع الشجر" وغضب المواطنين من اقتلاع الأشجار به، إلى أن "هذا النوع من الأشجار يتحمل نقله إلى أي مكان حتى ولو كان عمره سبعين سنة، بالتالي فإن هذه الأشجار لا تضيع رغم تنقيلها". وينتظر أن يعيش البيضاويون جحيما أطول مع هذه الإصلاحات التي تعرفها المدينة، خصوصا أنه سيتم ربط بعض الأحياء بخطوط الترامواي وإنجاز بعض الأنفاق الأرضية؛ ما يعني أن شوارع بعينها ستعرف لسنوات مقبلة فوضى وازدحاما في المرور.