أن يطلب عمدة البيضاء من البيضاويين أن يصبروا، لأن مشروع الترامواي الذي أعطيت الانطلاقة لأشغال الشطر الأول منه، سيسبب لهم اختناقات مرورية قد تدوم ثلاث أو أربع سنوات، فذلك يكاد يكشف أن عمدة البيضاء لا يعرف أن البيضاويين «صابْرين» ومنذ سنوات على كل الحفر التي تعرفها شوارع وأزقة مدينتهم، قبل بداية أعمال الحفر وقطع الطرق لإنشاء الترامواي، وأن البيضاويين صابرين على الاختناقات القائمة الآن ، والطرق المقطوعة في لاكورنيش ونفق الروداني وغيرهما، لذلك كان على عمدة الدارالبيضاء أن يطلب من البيضاويين أن يزيدوا في صبرهم وأن يصبروا ويصابروا ويصطبروا، وأن يرفعوا طاقة صبرهم إلى أقصى وأقسى أقاصيها، وأن يرفعوا أكف الضراعة كي لا يُحملهم الله ما لا طاقة لهم به. أولا، لأن كل ما يمكن أن ينجز في بلاد الله الأخرى في ظرف ستة أشهر، ينجز عندنا في ست سنوات أو أكثر، هذا إن لم يدب ثمة خلاف يوقف الأشغال. ثانيا، وكما يحصل الآن مع ترامواي العدوتين، فإن العمل لا يقطع الطرق جزءا بجزء، بل يقطع كل الطرق التي سيعبرها الترامواي ودفعة واحدة. ثالثا، إذا كان إنجاز نفق الروداني الذي لم يكتمل بعد، تسبب في ما تسبب للبيضاء وزوارها المقدرين بحوالي 11 مليون نسمة في النهار من اضطرابات السير واختناقات وقطع الطرق، وتطلب كل هذا الوقت المستمر، فما بال البيضاويين ب 30 كلم بما فوقها وما تحتها، وكم ستتطلب من وقت وصبر وصبر.. لن نضيف لا رابعا ولا خامسا، ونكتفي بالدعاء: كان الله في عون البيضاويين.