لا صوت يعلو فوق صوت الجرافات والشاحنات وآلات الحفر، في شارع باحماد، بتراب جماعة الصخور السوداء في الدارالبيضاء، إذ تواصل جرفات شركة "كازا ترونسبور"، اجتثاث أشجار الشارع، تمهيدا لأشغال مشروع الترامواي في العاصمة الاقتصادية. أشجار شارع بحماد خلال اقتلاعها ونقلها نحو أناس (مشواري) ووصل عدد الأشجار التي اجتثث، بعد انطلاق الأشغال في الشارع، إلى أكثر من 20 شجرة معمرة، يعود تاريخ غرسها إلى سنوات الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، ويبقى هذا الرقم مرشحا للارتفاع، إذ لن يقتصر عدد الأشجار، التي ستجثث على شارع باحماد، بل سيمتد إلى شارع محمد الخامس، خاصة مع تقدم أشغال الترامواي. وخلفت أشغال اجتثاث الأشجار دمارا وتخريبا لأرصفة شارع باحماد، واستياء سكان ومستعملي الشارع المذكور. وحسب مسؤول في شركة "كازا ترونسبور"، فضل عدم ذكر اسمه، فإن قرار اجتثاث الأشجار جاء نظرا للمساحة الواسعة، التي كانت تحتلها في جنبات الطريق، وأنها ستعيق عملية وضع سكة الترامواي. وقال المسؤول ذاته، في اتصال مع "المغربية"، إنه "مع تقدم أشغال الترامواي، يمكن تغيير أماكن الأشجار، لكن لن تموت أي شجرة، لأن مشروع الترامواي مشروع بيئي، وسيعوض مكان كل الأشجار المقتلعة بأشجار أخرى، لا تشغل مساحة أكبر". وتتواصل في شوارع وأزقة العاصمة الاقتصادية، هذه الأيام، الأشغال الممهدة لوضع السكة الحديدية للترامواي، إذ دخلت الأشغال مرحلة تغيير شبكات تحت أرضية للماء الصالح للشرب، وقنوات الصرف الصحي، والكهرباء والهاتف. وأكدت شركة "كازا ترونسبور"، المكلفة بمشروع الترامواي، أنه جرى الاتفاق على اقتلاع الأشجار، وإعادة غرسها في مناطق أخرى، وستزرع في شارع إميل زولا، وفي سيدي مومن. وبوشرت عملية تهييء البنية التحتية، منذ بداية ماي الماضي، وتهم كيلومترين في شارع عقبة بن نافع، بعمالة مقاطعات البرنوصي، وكيلو مترين في شارع مكة، بعمالة مقاطعات أنفا. وستنطلق المرحلة الثانية من تغيير الشبكات، ابتداء من أكتوبر وشتنبر المقبلين، تمهيدا للمرحلة المقبلة. وقال إدريس يوسف، مدير "CASA TRANSPORT"، في اتصال سابق مع "المغربية"، إن "مشروعا بهذه الأهمية لا يمكن أن لا يكون له تأثير، وسنكذب على البيضاويين إذا قلنا إن الأشغال لن تنعكس على المجال الحضري في المدينة". وأضاف "مجهوداتنا منصبة، حاليا، على التقليل من انعكاسات الأشغال، بمشاركة جميع المتدخلين، من ولاية الدارالبيضاء الكبرى، ومجلس المدينة، وشرطة المرور". وحول وتيرة الأشغال، أشار إلى أن هناك مخططا شاملا للأشغال، من يناير الماضي إلى أواخر سنة 2012، وأن الشركة تحترم زمن كل مرحلة.