تتواصل في شوارع وأزقة مدينة الدارالبيضاء هذه الأيام الأشغال الممهدة لوضع السكة الحديدية للترامواي، إذ دخلت الأشغال مرحلة تغيير شبكات تحت أرضية للماء الصالح للشرب وقنوات الصرف الصحي والكهرباء والهاتف.أكد يوسف إدريس، مدير "CASA TRANSPORT"، أنه بالموازاة مع طلبات العروض المقدمة، فالدراسات جارية لتسريع أشغال وضع السكة الحديدية للترامواي، وسيكون إخراج طلبات العروض بالنسبة إلى هذه المرحلة في مارس من سنة 2010. وقدمت شركة "كازا ترونسبور" المكلفة بإخراج مشروع "الترامواي" إلى حيز الوجود في العاصمة الاقتصادية للمملكة، طلبا للعروض من أجل التوصل بالآليات والقطارات التي ستستعمل في هذا المشروع الكبير، وأعلن عن طلب عروض دولي في 15 يونيو الماضي، وكان من المفروض أن تسلم الأظرفة في فاتح أكتوبر الماضي، ومن بين الشركات التي تسلمت دفتر التحملات هناك الشركة الكندية "بومبردي" و"كاب" الإسبانية، وثلاث شركات أخرى من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، وستقدم الشركات من البلدان المذكورة عروضها خلال شهر أكتوبر الجاري. وبوشرت العملية تهييء البنية التحتية منذ بداية شهر ماي الماضي، وتهم كيلومترين في شارع عقبة بن نافع في عمالة مقاطعات البرنوصي، وكيلو مترين في شارع مكة في عمالة مقاطعات أنفا، وانطلقت المرحلة الثانية من تغيير الشبكات، في أكتوبر وستستمر إلى غاية شتنبر المقبل، تمهيدا للمرحلة المقبلة. خمسة أشهر وأوضح يوسف إدريس، أن مشروعا بهذه الأهمية من غير الممكن أن لا يكون له تأثير، وقال "سنكذب على البيضاويين إذا قلنا إن الأشغال لن تنعكس على المجال الحضري في المدينة"، وأضاف "مجهوداتنا منصبة في الوقت الراهن على التقليل من انعكاسات الأشغال بمشاركة جميع المتدخلين من ولاية الدارالبيضاء الكبرى ومجلس المدينة وشرطة المرور". وقامت شركة "CASA TRANSPORT" بدراسة لتحديد المقاطع الطرقية ونقط المرور، التي سينقص فيها السير لتسهيل الأشغال. بالإضافة إلى هذا، ستشيد لوحات إخبارية في الشوارع التي انطلقت فيها الأشغال كشارع عقبة أو مكة، لتفادي الإرباك في حركة السير، وإخبار المواطنين، وخاصة مستعملي الطريق بالمسارات التي يجب عليهم المرور منها، وستمتد أشغال إعادة هيكلة شبكة الماء والكهرباء والهاتف وقنوات الصرف الصحي في شارع عقبة بن نافع، لمدة خمسة أشهر. وحول وتيرة الأشغال، أشار إدريس إلى أن هناك مخططا شاملا للأشغال، وضع من يناير الماضي إلى أواخر سنة 2012 وأكد أنه إلى حد الساعة الشركة تحترم زمن كل مرحلة. من جهة أخرى فمشروع "الترامواي" يندرج ضمن مخطط التنقلات الحضرية، الذي استغرقت مدة تشخيصه سنة كاملة، إذ امتدت ما بين مارس 2004 و2005، الذي اعتمد على مقارنة نقدية للإطار الحالي وللفاعلين المتدخلين في التنقلات بالجهة، كما رصد التشخيص مصادر ووجهة التنقلات الجهوية والتنقلات خارج الجهة باستعمال الحافلات، وخاصيات العرض والطلب والبنيات التحتية والتجهيزات وخصائصها، كما شخص الوضع الاقتصادي والمالي للنقل الجهوي للمسافرين من وجهة نظر السكان. أكثر من 70 خطا وجرى تهييء التوجهات لدراسة سيناريوهات التطور الجهوي والتحسبات الواجب إدخالها على المستوى المؤسساتي، وتنظيم محاكاة للسلوكات الحالية، ووضع آلية لتخطيط التنقلات الجهوية بواسطة برنامج (كيب). وستمكن إعادة هيكلة التنقل لسنة 2009 من خلق شبكة مبسطة من الخطوط تشتمل على 73 خطا عوض 89 حاليا، وخلق أسطول من 1016 حافلة، مسجلا تراجعا ب 18 في المائة مقارنة بالوضعية المرجعية وتغطية الأحياء الهامشية وزيادة المسافات ب 7.5 في المائة، مع الأخذ بعين الاعتبار حاجيات الزبناء. مبلغ التكلفة يصل إلى 6 ملايير يكلف مشروع الترامواي، ستة ملايير وأربع مائة درهم، وسيمر بأغلب المجمعات السكنية للدار البيضاء، حيث سينطلق من مقاطعات سيدي مومن، التي توجد بها كثافة سكانية تصل إلى 300 ألف نسمة، وبالضبط قرب المركب الرياضي الجديد بالمنطقة، المزمع إنشاؤه في غضون السنوات المقبلة، مروراً بمقاطعات سيدي البرنوصي، ومولاي رشيد والحي المحمدي (كريان سنطرال)، ثم محطة القطار (كزا فوياجور)، لخلق الانسجام بين جميع وسائل النقل بالعاصمة الاقتصادية، وصولا إلى الأحياء التاريخية بوسط المدينة، بساحة الأممالمتحدة، من خلال شارع محمد الخامس، وذلك لاسترجاع الحيوية لقلب المدينة. وسيواصل خط "الترامواي" طريقه في اتجاه الجهة الغربية للدار البيضاء، عبر شارع الحسن الثاني، ثم شارع عبد المومن، وعند شارع أنوال، سينقسم الخط إلى خطين، خط سيتجه نحو الحي الحسني والقطب الحضري أنفا، أما الخط الثاني فسيتجه نحو مجمع الكليات، وذلك لكثرة الطلب على وسائل النقل بالمنطقة. في المرحلة الأولى من إنجاز المشروع، التي ستمتد على طول 28 كيلو مترا، لن يتجاوز زمن الرحلة من سيدي مومن، إلى وسط المدينة، 25 دقيقة، بحيث قسمت مراحل إنجاز المشروع على أربع مراحل، التي ستكون على المدى البعيد، إذ أن المرحلة الثانية ستربط بين سيدي البرنوصي ومقاطعات الفداء مرس السلطان، على طول 19 كيلومتراً. وستربط المرحلة الثالثة بين سيدي عثمان والفداء مرس السلطان، وصولا إلى قلب المدينة، على طول 14 كيلومترا، أما المرحلة الرابعة والأخيرة من المشروع فستربط بين مقاطعات سباتة وعين الشق وصولا إلى ليساسفة، على طول 15 كيلومتراً. وحدد للمشروع كمدة زمنية، يوم 12 دجنبر من سنة 2012، بتكلفة مالية تصل إلى 6.4 ملايير درهم، ستؤدي منه الدولة 1.2 مليار درهم، وصندوق الحسن الثاني للتنمية 400 مليون درهم، ومديرية الجماعات بمليون ونصف المليون درهم، وسيساهم مجلس المدينة ب 900 مليون درهم، وسيخصص مبلغ 2.4 مليار درهم كقرض لاقتناء التجهيزات المتحركة.